المسرى :
تقرير : وفاء غانم
يتكرر مشهد اشتعال الحرائق في العراق يكاد يكون يوميا خلال العام الحالي, وسط تهالك منظومة الكهرباء والبنية التحتية والعمرانية, يرافقها اهمال الحكومة والجهات المعنية, حيث سجلت مديرية الدفاع المدني العراقية حصيلة الحرائق لـ 26 ألف حريق خلال 2021، منها حرائق كبرى وصغرى, ولم تشمل الحصيلة أعداد ضحايا تلك الحرائق، والتي تُقدّر بمئات القتلى والجرحى.
واكد مدير العلاقات والإعلام في مديرية الدفاع المدني العراقية، جودت عبد الرحمن، في تصريح صحفي تابعه المسرى أن ” العام الحالي سجل وقوع 26 ألف حريق، منها حرائق كبرى وصغرى”.
واضاف , أن” الحرائق طالت مستشفيات ودوائر حكومية وغير حكومية، في حصيلة تعدّ كبيرة جدا قياساً بالفترة الزمنية التي وقعت فيها”، فيما أثار مسؤولون ملف التحقيقات في تلك الحرائق، مطالبين بكشفها وعدم تسويفها.
ونوه الى أن الحصيلة لم تشمل أعداد ضحايا تلك الحرائق، والتي تُقدّر بمئات القتلى والجرحى، لا سيما مع تسجيل بعض الحرائق الكبيرة، والتي منها حريق مستشفى الناصرية، الذي وقع في يوليو/تموز الماضي، وأودى بحياة أكثر من 100 شخص وعشرات المصابين، وغيره من الحرائق.
في السياق أعلنت مديرية الدفاع المدني العامة في وقت سابق ، إحصائية بعدد حوادث الحريق المسجلة خلال الأشهر الخمسة الاولى من عام 2021، في جميع المحافظات باستثناء إقليم كوردستان.
وأوضحت المديرية في بيان أن “حوادث الحريق تضمنت عددا الدور السكنية، والأسواق التجارية، والدوائر الحكومة، وبلغت (8,401) حادث حريق”.
وأضافت أن “عدد حوادث حرق النفايات التي تشكل خطرا على حياة المواطنين بلغت (2382) حادثا في مكبات نفايات قريبة من الدور السكنية، والأسواق التجارية”، لافتة إلى أن “مجموع حوادث الحريق بلغت (10783) حادثا”.
وأشارت المديرية، إلى أن “قيمة المواد المنقذة من الحرائق في القطاع العام والمختلط بلغت (4078000000) دينار عراقي، وقيمة المواد المنقذة في القطاع الخاص بلغت (16003900000) دينار عراقي، والمجموع الكلي للمنقذ كان (20081900000) دينار عراقي
العوامل المسببة للحرائق منها بتهم سياسية
قال مدير العلاقات والإعلام في مديرية الدفاع المدني العراقية، جودت عبد الرحمن ,إن “التقارير الجنائية اشارت إلى أن أغلب حوادث الحرائق كانت نتيجة تماس كهربائي، وأن هناك نسبة قليلة جدا تكون لأسباب أخرى، منها فعل فاعل”
وانتقد “عدم كشف نتائج التحقيق في كل تلك الحرائق”، مُحمّلا الحكومة “مسؤولية عدم كشف التحقيقات”، مشيرا إلى أن “كل الحوادث الكبيرة التي تشكل بها لجان تحقيق لم تكشف الحقائق بها، كقضايا الفساد، وقتل المتظاهرين وغيرها.
وشدد على أن “هناك أسبابا سياسية تقف وراء الكثير من حوادث الحرائق، وأن هناك متورطين في الحرائق من ذوي النفوذ السياسي بالدولة، لذا لا يتم الكشف عن التحقيقات بها.حسب قوله
فيما اعلنت مديرية الدفاع المدني العامة أن “السبب الرئيسي لإندلاع حوادث الحريق هو الإهمال بشروط السلامة والأمان، وتذبذب التيار الكهربائي بين مصادر الطاقة (الطاقة الكهربائية الوطنية، وطاقة المولدات الأهلية)، والتسليك العنكبوتي العشوائي في المناطق السكنية، والأسواق التجارية، والإهمال باقتناء مطافئ ومنظومات الحريق”.
وعزت مديرية الدفاع المدني، بعض الحرائق إلى “ارتفاع درجات الحرارة التي توثر في زيادة عدد الحوادث المسجلة وما يرافقها من استخدام نقاط كهربائية سيئة المنشأ وتحميلها أكثر من الحد المقرر، والربط غير الفني له .
من جهته اثار النائب في البرلمان المنحل وليد السهلاني ، مسألة الحرائق الكثيرة التي تستهدف غالبا أقسام العقود الكبيرة التي تُبرمها الوزارات.
وقال “يتوجب الوقوف عند نقطة مهمة وهي أن الكثير من المؤسسات والتي تبرم فيها عقود بالمليارات نلاحظ احتراق أقسام تلك العقود دون غيرها، وهو أمر يثير الشكوك، ويحتاج لوقفة جادة من الهيئات الإدارية وإلزام الجهات التحقيقية بمتابعة ذلك، كونها تتعلق بالعقود والمال العام”.
وطالب الجهات المعنية “الاهتمام بالإجراءات الوقائية، وإيجاد منظومات الدفاع المدني في المؤسسات الحكومية والأهلية والتجارية والمستشفيات.
اكثر المدن عرضة للحرائق
الى ذلك اعلن المتحدث باسم الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحمن في تصريحات صحفية أن “بغداد تعتبر من أكثر المدن العراق تعرضا للحرائق إذ تُسجل فيها 40 بالمئة من حرائق البلاد, وقد أحصي فيها 2800 حريق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من .2021
فوضى عمرانية وبنى تحتية متهالكة
تعاني المدن العراقية بشكل عام من حالة من الفوضى العمرانية, إذ يعيش واحد تقريبًا من كل 10 أشخاص في أحياء عشوائية حيث توصل المنازل بشبكات المياه والكهرباء كيفما اتفق.
كما تبنى مراكز التسوق الجديدة دون تخطيط عمراني. بحسب وسائل اعلام محلية
ابنية تفتقر لشروط السلامة
من جانبه قال مدير الدفاع المدني اللواء كاظم لوسائل الاعلام إن “جميع الأبنية دون المواصفات وهناك آلاف منها دون موافقات”. ونتيجة لهذه الفوضى لا تخضع المباني شروط السلامة وتكثر مخاطر اندلاع الحرائق.
وسجلت وزارة الداخلية بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس 7000 حريق، أكثرها دموية شب ليل الأحد في مستشفى ابن الخطيب المخصص لمرضى كوفيد-19 بالعاصمة بغداد.
وقتل 82 شخصا وأصيب 110 آخرون في هذا الحادث الذي أثار صدمة وغضبًا عارمًا.
وفي السياق قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء في وقت سابق بعد احتراق مستشفى ابن الخطيب “يجب أن لا يقول أحد أنه تماس كهربائي … هذا امر معيب. … الاهمال بمثل هذه الامور ليس مجرد خطأ بل جريمة.”