نقلت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية عن مصادر لم تسمها، قولها إن الرئيس الأمريكي الحالي والمرشح الديقراطي للانتخابات المقبل جو بايدن يشعر “بالخيانة” من الديمقراطيين، ما ارتفاع أعداد الأصوات من داخل حزبه التي تدعوه للتنحي عن الانتخابات.
وقالت المصادر للشبكة الإخبارية إن بايدن يشعر بأن حزبه تخلى عنه، وأنه “غاضب” من هذا الشأن، وقال أحد المصادر: “هل يمكننا أن نتذكر لدقيقة واحدة أن هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون دفع جو بايدن للخروج هم نفس الأشخاص الذين قدموا لنا دونالد ترامب حرفيا؟”.
ليضيف “في عام 2015، دفع أوباما وبيلوسي وشومر بايدن جانبا لصالح هيلاري (كلينتون)، كانوا مخطئين في ذلك الوقت، وهم مخطئون الآن… ربما ينبغي علينا أن نتعلم بعض الدروس من عام 2016، أحدها هو أن استطلاعات الرأي هي هراء… وثانياً، ربما، فقط ربما، يكون جو بايدن أكثر اتصالاً بالأمريكيين الفعليين من أوباما وبيلوسي وشومر؟”.
يذكر أن مستوى التوتر في صفوف الديمقراطيين بلغ أشده خاصة بعد تصريحات نسبت لكل من زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، بشأن وجوب انسحاب بايدن من السباق الرئاسي.
ضغوط متزايدة على المرشح الديمقراطي
وكانت بيلوسي قد أبلغت بايدن بشكل مباشر أنه قد يدمر فرص الديمقراطيين في الفوز بمجلس النواب في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، إذا استمر في حملته الانتخابية، بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية. كما قالت صحيفة “بوليتيكو” إن بيلوسي طالبت بعملية تصويت مفتوحة لاختيار مرشح الحزب التالي إذا تنحى بايدن.
أما الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي ما يزال يتمتع بتأثير كبير في الحزب، فخرج أخيرا عن صمته حيال هذا الموضوع قائلا إن على بايدن إعادة النظر في ترشحه.
وذكرت تقارير أمريكية في وقت سابق أن الديمقراطيين عولوا على ضغط قد يمارسه كل من أوباما وبلوسي لإقناع بايدن بأن الوقت قد حان للركون للراحة، كونهما من أشد المقربين منه.
وكان عدد من المسؤولين والقياديين والمشرعين في الحزب الديمقراطي قد أعلنوا أن عددا من حملات جمع التبرعات لإعادة انتخاب بايدن كانت مقررة هذا الأسبع باتت معلقة، خاصة في أوستن ودنفر وكاليفورنيا، وأن عددا من كبار المانحين أوقفوا دعمهم بهدف دفع بايدن للانسحاب من سباق الرئاسة.
رغم الضغوط بايدن مستمر
وفي وقت أعلن فيه بايدن أنه سيستأنف حملته الأسبوع المقبل، بعد فترة نقاهة نتيجة إصابته بفيروس كورونا، قال بيان لفريق حملته الانتخابية إنه سيبذل المزيد من الجهد للتركيز على هزيمة منافسه الجمهوري دونالد ترامب، قائلاً إن الرهانات على فوزه كبيرة.
في الإطار، وعلى الرغم من ازدياد أعداد المشرعين الديمقراطيين المطالبين بانسحاب بايدن، يكتنف الغموض خيارات الحزب، خاصة مع بروز نتائج استطلاعات، ومنها استطلاع أجراه مركز “أب – نورك”، أن حوالي 6 من كل 10 ديمقراطيين يعتقدون أن كامالا هاريس (نائبة بايدن) ستكون بديلا جيدا عن بايدن، لكن المعضلة ليست في من ينوب بايدن بقدر ما يشكله انسحابه الذي لا يملك قراره إلا هو باعتباره الفائز في الانتخابات التمهيدية.