المسرى
تقرير : هناء رياض
قبل ان يكتب عنها القباني متغنيا ً
بغداد عشت الحسن في ألوانه
لكن حسنك، لم يكن بحسابي
ماذا سأكتب عنك في كتب الهوى
فهواك لا يكفيه ألفُ كتاب ..
كانت باسمة ومازالت كانت جميلة ومازالت , كانت منبرا للعلم والثقافة والابداع ولكن دارت الدوائر ..
اليوم دار السلام تحتفل بعيد تأسيسها 1259 , عروس جاوزت الالف عام ولم تشخ
عروس جاوزت الالف عام ومازالت شابة
بناها الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور عام 762 للميلاد .لتكون معلما للحضارة الانسانية وبوصلة لأنطلاق العلم ومقصد العلماء
وصلت بغداد لاوج ازدهارها الاقتصادي والفكري في القرنين الثامن واوائل القرن التاسع تحت حكم المهدي والرشيد، غير ان الحرب الاهلية التي اندلعت بين نجلي هارون الرشيد (الامين والمأمون) فتحت الابواب امام سلسلة من الحروب والغزوات حتى اجتياح المغول اراضيها على يد هولاكو وانهاء آخر خلافة اسلامية بعد ان قام المغول بلف المعتصم بالله اخر الخلفاء العباسيين بسجادة وداسوه بحوافر خيولهم حتى الموت
عانت بغداد انقلابات سياسية عديدة
لم تتعافى بغداد قرونا طويلة بعد ذلك , فقد غزاها الاتراك والفرس ودول اوربا التي تمثلت برهبانيات فرنسا وتبعها الاحتلال البريطاني
شهد العراق انتفاضة ضد البريطانيين في ايار 1920 والتي عرفت بثورة العشرين، حينها قررت بريطانيا في اذار 1921 برعاية فيصل بن الحسين كممثل عن العراق بغية ابرام معاهدة معه تنص على الاستقلال في نهاية المطاف
حصل العراق على استقلاله عام 1921
عاشت الملكية في العراق حتى عام 1958 عندما لقي الملك فيصل الثاني مصرعه في انقلاب عبد الكريم قاسم في 14 تموز من ذلك العام .
وعلى مدى عقد مرت بغداد بفترة من الاضطرابات السياسية و الانقلابات
عاشت فيها بغداد حرب مدمرة على كل الاصعدة مدة ثمان سنوات , اعقبتها حرب الخليج التي دمرت نسبة كبيرة من البنية التحتية للبلد , ثم حرب العراق والغزو الامريكي عام 2003 , والتي اطاحت بآخر ماتبقى من مظاهر ثقافية وادبية وعلمية وحركة صناعية وهندسية ..
حرب الخليج اطاحت بآخر المظاهر الثقافية في بغداد
تحاول بغداد اليوم لملمة جراح التأريخ والنفخ في الروح من جديد , والاتكاء على التجارب , ورغم المناوشات السياسية والصراعات التي تتآكل الاحزاب الحاكمة والازمات الاقتصادية الا ان الامل يحدو ابناء هذا الوطن للأحتفال بتأسيس عاصمتهم عبر كرنفال عالمي يليق بأسمها وعمق تأريخها …