المسرى..
إعداد: كديانو عليكو
يعد متحف اللوفر من اهم المتاحف الفنية في العالم وهو اكبر صالة عرض لكنوز وآثار من مختلف الحضارات الانسانية بما فيها اهم آثار حضارة بلاد الرافدين، من عصورها المبكرة وصولاً للفترة الإسلامية إذ يزخر المتحف بروائع الفن العراقي القديم.
وكان المتحف بالأصل قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190، تجنبا للمفاجآت المقلقة التي تتمثل في الهجوم على المدينة أثناء فترات غيابه الطويلة في الحملات الصليبية.
جولة في متحف اللوفر
وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم والوفد المرافق له في زيارة الى العاصمة باريس، اطلع عن كثب على كنوز حضارة بلاد الرافدين في متحف اللوفر.
وقالت وزارة الثقافة في بيان تلقى (المسرى) نسخة منه، ان الوزير ناظم التقى مسؤولة قسم الشرق في المتحف، أريان توماس واطلع خلال جولته على آثار حضارة بلاد الرافدين من عصورها المبكرة وصولاً للفترة الإسلامية، حيث روائع الكنوز العراقية.
وتاتي الزيارة بحسب بيان الوزارة، لبحث عدد من الملفات الثقافية تشمل عقدَ لقاءاتٍ واجتماعات مع شخصيات ثقافية من مختلف أرجاء العالم.
تعاون مشترك
كما وعقد رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث ليث مجيد حسين اجتماعاً مع مسؤولة قسم الشرق أريان توماس في باريس من اجل التعاون المشترك بين الهيئة ومتحف اللوفر من خلال تقديم الخبرات الفنية والتقنية.
وجرى بحث مشاركة متحف اللوفر في إعادة تأهيل متحف الموصل الحضاري، وتم الاتفاق على إيفاد عدد من موظفي الهيئة للتدريب والاستزادة من الخبرات العلمية لرفد كادر الهيئة العامة للآثار والتراث بخبرات فاعلة لقيادة عملية التطوير الآثاري.
اقسام المتحف
متحف اللوفر مقسم إلى أجزاء عدة حسب نوع الفن وتاريخه. ويبلغ مجموع أطوال قاعاته نحو 13 كيلومتر مربع، ويحتوي على أكثر من مليون قطعة فنية سواء كانت لوحة زيتية أو تمثالاً. وفي المتحف مجموعة رائعة من الآثار الإغريقية والرومانية والمصرية ومن حضارة بلاد الرافدين العريقة والتي يبلغ عددها 5664 قطعة أثرية، بالإضافة إلى لوحات وتماثيل يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي.
آثار من سومر الى أكاد
ويقول عالم الآثار الراحل بهنام أبو الصوف في كتابه (ذكريات مع آثار العراق)، ان اللوفر يحتوي على أبرز اللقى والألواح والتماثيل العراقية من سومر ومدينة أكاد، وتمثال أمير لكش، ومسلة النصر التي أقامها نرام سين ملك أكاد للاحتفال بالنصر على البرابرة.
ويحوي المتحف ايضا ألواحا آشورية تضم جزءا من مسلة حمورابي التي تعدّ أهم أثر قانوني في العالم، ويبلُغ ارتفاعها 2.25 متر، كما تُعرض في اللوفر لوحة جدارية تعود إلى القرن 18 قبل الميلاد، لتنصيب زمري ليم، وتمثال أبيه إيل، الذي يعود إلى القرن 25 ق. م، وعثر عليه في مملكة ماري القديمة، فضلا عن قطع نفيسة من نصوص مسمارية.
يذكر أبو الصوف في كتابه، أن اللوفر يحتوي أيضا على مسلة سرجون الأكادي، وتماثيل وكنوز الملك البابلي نبوخذ نصر، وتمثال آلهة عشتار المزين بالذهب والياقوت ذي الرخام الأبيض، والثيران المجنحة للآشوريين، وكذلك فيه أوان متعددة من شتى العصور ومنها العصر الإسلامي، ومعظم الآثار العراقية موجودة في قاعة مخصصة لها في اللوفر.
المتحف الآشوري في اللوفر
ونُقلت هذه الآثار إلى اللوفر بعد أعمال التنقيب الفرنسية الأولى التي بدأت في الهلال الخصيب في عهد القنصل الفرنسي في الموصل بول إيميل بوتا عام ١٨٤٢، الذي تمكن من اكتشاف قصر الملك الآشوري سرجون الثاني (٧٢١-٧٠٥) الذي بناه فى مدينته الجديدة دور شاروكين. وهذه الاكتشافات المهمة دفعت السلطات الفرنسية إلى افتتاح المتحف الأشوري بمتحف اللوفر عام ١٨٤٧.
كيف وصلت الكنوز العراقية الى اللوفر
يقول أستاذ الفن والآثار القديمة في الجامعة المستنصرية، الدكتور محمد العبيدي حول كيفية وصول الآثار العراقية إلى اللوفر، إن فرق التنقيب الأجنبية كانت تعمل بحرية في العراق على مدار القرون الماضية، لذلك استطاعت فرنسا وألمانيا وبريطانيا الاستحواذ على الكنوز الأثرية العراقية، كما فعل القنصل الفرنسي في الموصل، الذي كان يشحن االآثار إلى البصرة ويهربها بالبواخر إلى فرنسا، وكذلك فعل الألمان والإنجليز.