مركز للدراسات: إقليم كردستان صمام الأمان في تطور النظام الديمقراطي

أكد رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي فيصل، أهمية إستراتيجية اقليم كردستان تجاه حل الخلافات مع الحكومة الاتحادية، مؤكدا الحاجة لخطاب سياسي ووطني منفتح يذهب لتطبيق الدستور لحل الخلافات.

وقال فيصل خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن الحكمة تكمن في الذهاب الى الدبلوماسية والحوار السياسي خصوصا من اقليم كردستان نحو بغداد ومناقشة الملفات التي تدور حولها الخلافات وتباين وجهات النظر، وعقد الاتفاقات كما حصل بشأن الملف النفطي وإعادة إستئناف تصدير نفط الاقليم، مشددا على أنه لا يمكن تحقق التفاهم والتقارب عبر إثارة الأزمات والعلاقات المتشنجة بين الجانبين، مشيرا إلى أن إدارة التنوع السياسي في النظام الفيدرالي تجربة حديثة على المجتمع والاحزاب العراقية وهذا يحتاج إلى جهود من مختلف الاطراف لتحقيق النجاح.

وأشاد فيصل بالمنهج الذي اتبع اقليم كردستان في الحوار مع الحكومة الاتحادية لحل الخلافات وعدم الانجرار نحو التصعيد، مشيرا إلى أن القوى الكردستانية ذهبت الى بغداد من أجل الحوار المفتوح بشأن الخلافات المالية والنفطية وغيرها، موضحا ان استراتيجية الاقليم كانت بناءة في تشجيع القوى الوطنية في بغداد على الحوار وإيجاد الحلول للمشكلات بين الجانبين.، مشددا على أن الحوار البناء يعزز الدستور ومكانته وهو ما يعني تعزيز الحقوق الديمقراطية للشعب العراقي.

غازي فيصل: إستراتيجية كردستان شجعت بغداد على الحوار 

وشدد فيصل على أن العمل بالأعراف السياسية التي ليس لها علاقة بالدستور مثل المحاصصة الطائفية انتهاك كبير للدستور العراقي، مؤكدا ضرورة إعادة إصلاح هذه الأخطاء التي سببتها القيادات الحزبية الموجودة في بغداد، لافتا إلى أن الاقليم كان ذكيا حيث كلما ظهرت مشكلة عميقة بينه وبين بغداد فإنه كان يتحدث عن العودة إلى الدستور، موضحا ان الدستور يتحدث عن حقوق الاقليم وصلاحياته بوضوح، معربا عن إعتقاده بأن إقليم كردستان هو صمام الأمان في تطور النظام الديمقراطي واحترام الدستور بالعراق، من خلال تمسكه بالدستور.

غازي فيصل: إقليم كردستان لديه الارادة بالعودة للدستور

ولفت فيصل الى أنه يفترض أن تكون هناك إرادة حقيقية لدى الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم للعودة الى الدستور وحل الخلافات بينهما، مشيرا إلى أن القيادة الكردية بإختلاف أحزابها لديها الارادة الواضحة بإحترام الدستور وتطبيقه لحل الخلافات، لأن في ذلك مصلحة مشتركة للجميع، مؤكدا ان إهمال الدستور يعني الذهاب إلى الفوضى وخلافات عميقة بين الجانبين، موضحا أن تطبيق الدستور يعني بناء النظام السياسية بصورة صحيحة وفق القانون، مشددا على ضرورة ذهاب الجهات التشريعية لتشريع جميع القوانين الإجرائية لتطبيق وتنفيذ الدستور.

غازي فيصل: لا يجوز عدم تنفيذ الاتفاقات مع اقليم كردستان

وأعرب الدكتور غازي فيصل عن تفاؤله بذهاب الاقليم والحكومة الاتحادية الى حل الخلافات بينهما في ظل التقارب والتفاهم الموجود بينهما حاليا، موضحا انه بالامكان الانتقال من التفاهم والعلاقات الايجابية الى تنفيذ الاتفاقات والبرامج، مضيفا أنه لا يجوز ترحيل المشكلات وعدم تنفيذ الاتفاقيات، داعيا القيادات السياسية في العراق إلى مخاطبة الرأي العام بوضوح بشأن الاساليب والاستراتيجية لتطبيق الاتفاقيات مع الاقليم وعدم السكوت، مشددا على أن هذه السياسة غير صائبة ولا يمكن للعراق أن يتقدم بهذا الشكل نحو التنمية المستدامة، مشددا على وجود قيادات لديها عقل مفتوح وصدر رحب للحوار وهي حققت نجاحات لحد الآن في نزع فتيل الأزمات، مؤكدا الحاجة لخطاب سياسي ووطني منفتح يذهب لتطبيق الدستور لحل الخلافات.