المسرى :
تقرير علي الحياني
مازال ملف المغيبين والمفقودين في المحافظات المحررة ذات الأغلبية السنية مجهولاً، بالرغم من مرور سنوات على اختفائهم بظروف غامضة بعد عمليات التحرير التي قامت بها القوات الأمنية والحشد الشعبي.
ورغم الحراك من جهات سياسية ونيابية واجتماعية من أجل الوصول إلى طريق يمكن من خلاله معرفة مصير هؤلاء الذين تبلغ أعدادهم بالآلاف بحسب إحصائيات مختلفة.
ينقسمون إلى قسمين
المغيبون في العراق ينقسمون إلى قسمين، الأول هم الذين اعتقلهم تنظيم داعش، عندما سيطر على محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وأجزاء واسعة من كركوك، والقسم الآخر هم الذين تم اختفائهم على يد فصائل مسلحة أثناء عمليات التحرير للمحافظات عام 2015.
احتسابهم شهداء
وبحسب قرار للبرلمان فأنه تم احتساب الآلاف من المغيبين على أنهم شهداء تحسب لهم رواتب، لكن هذا القرار لم يرق لعوائلهم وذويهم، الذين مازالوا ينتظرون معرفة مصير أبنائهم أن كانوا أحياءً أم أموات.
إحصائية رسمية من المفوضية
المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي أشار إلى أن، المفوضية تحركت بعد تحرير المحافظات من سيطرة تنظيك داعش، للبحث عن مصير المغيبين.
مبيناً في حديثه لـ (المسرى) أن “هناك 8 آلاف مغيب، اختفوا بظروف غامضة بين من تم اعتقاله على يد تنظيم داعش، وأيضاً هناك أشخاص تم اختطافهم من قبل فصائل مسلحة، ولايعرف مصيرهم حتى الآن”.
وأضاف أن “هناك إشكالية في عدم وجود قانون يجرم الأجهزة الحكومية التي تقوم بإخفاء الأشخاص وتغييبهم لسنوات، دون عرضهم على القضاء”.
أرقامٌ خطيرة وتصفية جسدية
ويوضح عمر الفرحان، مدير المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب في تصريحات صحافية أن “العراق يُصنّف الأول عالميّاً من حيث عدد المغيّبين قسراً على يد القوات الأمنية والفصائل المسلحة والتنظيمات الإرهابية”.
وأشار إلى أن “العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، رافقتها عمليات تغييب لأكثر من 23 ألف شخص من هذه المحافظات، ولا يُعرف مصيرهم حتى الآن”.
75 ناشطاً تعرضوا للاختفاء
ويؤكد الفرحان أنّ المركز وثّق أيضاً أكثر من 75 حالة إخفاء قسري لناشطين ومدنيين من ساحات التظاهر، تم إطلاق سراح مجموعة منهم، لكن لايعرف مصير الآخرين بالرغم من المحاولات الجارية للتواصل مع الجهات الخاطفة”.
لافتاً إلى وجود تقارير حقوقية دولية تفيد بتصفية كثير من المفقودين، ودفنهم سرّاً، وأن السلطات الحكومية لم تستجب إلى الطلبات التي تتعلق بالإفصاح عن معلومات كاملة تخص هؤلاء، وبات مصير كثير من المدنيين مجهولاً، فقد يكونوا في السجون تحت التعذيب، أو في مقابر سرية من دون مستمسك يثبت هُويتهم”.
مطالبُ أممية
وطالبت الأمم المتحدة العام الماضي إجراء تحقيقات مستقلة وفعالة لتحديد مصير الآلاف من المغيبين والمخفيين، وتحديد الجهات التي تعتقلهم وأماكن احتجازهم، من الذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن.