المسرى :
تقرير : وفاء غانم
يعاني اهالي محافظة نينوى من تردي البنى التحتية بشكل عام وخاصة في القطاع الصحي, بعد اجتياح عناصر داعش لها ،حيث تعرضت لدمار شبه كامل ،وبات سكانها البالغ تعدادهم نحو 4 مليون نسمة يقصدون مدن بغداد واربيل وبقية المحافظات الجنوبية للعلاج والتداوي.
ووفقا لمدير عام دائرة الصحة في محافظة نينوى فلاح الطائي، ” فإن مدينة الموصل سجلت نحو 5 آلاف حالة إصابة بالسرطان ، وأغلب المصابين من النساء والأطفال” . مبينا أن حالات المرض الخطير في زيادة غير متوقعة وهي تدق ناقوس الخطر في المحافظة”.
وفي السياق تحدث مدير مستشفى الأورام والطب النووي التخصصي في الموصل، عبد القادر سالم أحمد في تصريح للمسرى ، عن تردي واقع المستشفيات في الموصل والتي تعاني من “نقص كبير في العلاجات السرطانية والمواد الإشعاعية، فضلا عن عدم وجود أجهزة لتوفير العلاج الإشعاعي للمصابين.
قلة العلاجات
واضاف عبدالقادر “أن المشكلة الرئيسة تكمن في عدم توفر امكانية علاج المرضى ,وثمنها الباهض , حيث ان العلاج يتم بأربعة انواع منها الجراحي والكيماوي والجهازالشعاعي اضافة الى العلاج بالايود المشع والتي تفتقر لها المسشفيات بشكل كبير , وذلك لان الحرب الاخيرة على داعش دمر المركز الاصلي الذي كان يحتوي على هذه المعدات والاجهزة ولم نتمكن من اعادة تأهيل هذه المستشفيات لانها مكلفة جدا”. مشيرا الى أن المحافظة تعاني من تدمير شبه كامل بالبنة التحتية بكل نواحيها وخاصة في القطاع الصحي الذي دمر بنسبة 80 الى100%, ,وآخر مستشفى تم بناءها في الموصل هي مستشفى السلام في الثمانينات.
الاعداد والاحصاءات الرسمية
وحول اعداد الاصابات ، قال عبد القادر إنه ” وبحسب احصائيات رسمية فأن محافظة نينوى تسجل نسباً معتدلة من مرضى السرطان، وضمن المعدلات الطبيعية نظرا للتزايد الحاصل في نسبة اعداد السكان ,منوها ان نسبة الاعداد في المحافظة مقارنة بلمحافظات الاخرى قليل”.
وكشف عبد القادر للمسرى عن الاحصاءات الرسمية التي سجلتها وزارة الصحة في المحافظة عام 2018 حيث سجلت 1664حالة منهم 111 طفل ,وفي 2019 ، تم تسجيل 1765 منهم 120 طفل , بينما تم تسجيل 1984حالة في 2020 منهم 131 طفل”. مشيرا الى أنه يتم تسجيل نحو 120 – 150 حالة اصابة جديدة بمرض السرطان شهرياً، لكبار السن”. موضحا أن هذه الاعداد والاحصاءات طبيعية جدا نسبة الى تعداد سكان المحافظة البالغ 4 مليون نسمة. اما بالنسبة لانواع السرطانات التي تصيب العراقيين بشكل عام وفي جميع المحافظات فهي تعتمد على الفئة العمرية والجنس للمصاب”. فعند الذكور يتم تسجيل اعلى حالات الاصابة بالرئة ثم القولون ويأتي بعدهما سرطان البروستات ,بيما في النساء فالنوع الشائع عندهن هي الاصابة بسرطان الثدي و القولون والمستقيم وعنق الرحم. وعند الاطفال فأن سرطان الدم اللمفاوي الحاد يأتي في المرتبة الاولى وبعدها اورام الدماغ .بحسب عبدالقادر.
وداعا مدير مدير مستشفى الأورام والطب النووي التخصصي في الموصل عبر المسرى وزارة الصحة والجهات المعنية إلى توفير أجهزة طبية لمعالجة السرطان مع توفير الأدوية للمرضى.
العلاج في المحافظات الاخرى
وذكرعبد القادر أنه “وبسبب الدمار الذي حصل في المحافظة، تدمرت كل أجهزة العلاج الاشعاعي، لذا يضطر المريض الذهاب الى اقليم كوردستان وبغداد والجنوب، لتلقي العلاج بالجهاز الشعاعي”، مردفاً أن “النقص في العلاج الكيمياوي أيضاً موجود، أسوة بباقي المحافظات العراقية”. الى ذلك كشفت دائرة الوقاية من الاشعاع في وزارة البيئة حاجتها الى 4 ملايين دولار لتخليص العراق من التلوث الاشعاعي بشكل تام.
وأكدت الدائرة ،اليوم السبت ، أن الوضع مسيطر عليه في موقع عداية بمحافظة نينوى والذي يوصف بـ”الصعب”.
وتعرضت محافظة نينوى الى دمار شبه كامل خلال معارك استعادتها من تنظيم داعش ,ولازالت آثار الدمارواكوام الحطام الذي سببته الحرب رغم مضي نحو 4 سنوات على إعلان تحريرها واضحة في كل مكان فيها.
واعتبرت من المدن المنكوبة ابان تحريرها من سيطرة تنظيم داعش عليها , فيما قدرت الحكومة المحلية لمدينة الموصل كلفة تقريبية لإعادة إعمارها تصل إلى نحو خمسين مليار دولار.