المسرى… فؤاد عبد الله
وجهت الولايات المتحدة دعوة لـ 110 دول للمشاركة في قمة افتراضية حول الديموقراطية، كما تأتي هذه القمة وفق نهج أفصح عنه الرئيس جو بايدن منذ دخوله إلى البيت الأبيض وبهدف الدفاع عن التجارب الديمقراطية حول العالم، ومنها العراق.
تكتل جديد
ويرى البعض أن هناك عدة أهداف من وراء القمة أهمها جمع الدول الديمقراطية من أجل إنشاء تكتل جديد يعمل على تعزيز الأمور المتعلقة بالديمقراطية كالشفافية والمحاسبة ومحاربة الفساد، ويراها آخرون أنها تهدف إلى تحشيد تلك الدول في مواجهة الصين وإذكاء الصراع في ما بينها.
رسائل متأخرة
الخبير الاستراتيجي كاظم الحاج يقول في هذا السياق إن “دعوة بايدن لعقد تلك القمة فيها عدة رسائل، أهمها أن أمريكا كدولة لا زالت ديمقراطية، تريد إيصال رسالة دعمها للدول التي تمارس الديمقراطية في سياساتها الداخلية والخارجية وما يترتب عليها من مفاهيم اقتصادية واجتماعية وإعلامية والتي تقع ضمن هذا المفهوم”، مبيناً أن “أميركا تريد ايضا إيصال هذه الرسالة لباقي الدول الأخرى غير مدعوة للقمة، والتي تبدو وأنها رسالة متأخرة، لأن ما حصل في الانتخابات الاميركية الأخيرة دليل على تراجع الديمقراطية لديها بشكل كبير جداً، كما ليس بالإمكان تلميع أو إبرازصورة أميركا في هكذا محافل دولية وافتراضية في الأصل”.
فشل قبل الآوان
الحاج أوضح لـ ( المسرى) ايضاً أن دعوة اسرائيل لهكذا مؤتمر “دليل على فشل القمة، بمعنى إعطاء صفة ديمقراطي لكيان غاصب لأرض محتلة عربية واسلامية، وبالتالي هذا الأمر يضرب بعرض الحائط لمفهوم ومصداقية قمة الديمقراطية”، وفيما يتعلق بدعوة مشاركة العراق في القمة اكد أن “نظام العراق الحالي أوجدته أميركا فيه، ليس نظاماً ديمقراطيا بمعنى الكلمة، بل هو نظام ديمقراطي توافقي أو نظام المحاصصة التوافقية، وما ديمقراطية العراق إلا تصويت الناخبين في يوم الاقتراع كل أربع سنوات، وباقي مقومات الديمقراطية ليست موجودة في العراق لكي تتراجع مفاهيمها”.
تدويل قضية العراق
أما الأكاديمي والخبير الاستراتيجي الدكتور قحطان الخفاجي فيرى أن “دعوة العراق للمشاركة في القمة الديمقراطية لا تخرج عن الإطار العام للإدارة الأميركية بشأن العراق، وهو تدويل للقضية العراقية، وإعادة تفعيل دور مجلس الأمن في الشؤون العراقية، ولكي تأخذ الأمور الشكل العام يستدعى لهكذا محافل، أي أنها ربطت بين الوضع الحالي العراقي الأمني والسياسي والانتخابات العراقية الأخيرة وتداعياتها على الساحة”، منوها أن “أميركا تريد من دعوة العراق للمؤتمر ربطها بالشان الدولي، أي الخطة الأولى باتجاه تدويل القضية العراقية”.
مشاركة الاضداد
الخفاجي أشار لـ( المسرى) أيضاً إلى أن “مشاركة الأضداد في الاجتماعات الدولية ( في إشارة إلى اسرائيل) أمر وارد، ولكن مشاركتها في هذا المؤتمر قد توظفها أميركا لمصالحها، وبالتالي يقع الجانب العراقي في إحراج كبير، لأن الجميع يعرف أنها محل خلاف كبير مع العراق، وتكون نقطة بيد الفصائل التي تناهض اميركا في الداخل”، مستطرداً بالقول إن” العملية السياسية والديمقراطية في العراق مهددة، بمعنى أن القوى السياسية المسلحة بالعراق أصبحت تهدد العملية السياسية برمتها في البلاد، وبالتالي تحاول واشنطن أن تعطي صورة للعالم أن نموذج الديمقراطية الجديد في العراق أصبح يتعرض إلى تجاوز واعتداء من قبل فصائل مسلحة، إذن من واجب المجتمع الدولي أن يحمي تلك الديمقراطية الناشئة”.
ومن جهتها ترى موسكو أن غياب العديد من الدول التي لها دور مهم في الشؤون العالمية يثير الاستغراب، ومن المقرر أن تعقد القمة الافتراضية حول الديمقراطية يومي التاسع والعاشر من كانون الأول المقبل بغياب العديد من حلفاء واشنطن التقليديين في المنطقة والعالم.