تقرير .. عيسى الربيدي
في الساعة السابعة من يوم 14 آب 2007 هاجم تنظيم القاعدة مجمعات الإيزيديين في مناطق الجزيرة وناحية تلعزير الواقعة جنوب جبل سنجار ضمن محافظة نينوى بأربعة شاحنات حمل مفخخة تحمل أطنانا من المواد المتفجرة ، تم تجهيزها سابقاً من قبل تنظيم القاعدة و بعض الخلايا الإرهابية في القرى المجاورة للناحية و المجمع.
الشاحنات دخلت إلى عمق تواجد السكان وتم تفجيرها عن طريق سواق الشاحنات على الرغم من تواجد القوات العراقية المشتركة مع قوات حرس أقليم كوردستان البيشمرگه، ذكر أهالي المجمعين إنه تم تنبيه أهالي المنطقة من قبل قوات البيشمرگه التي كانت سنجار تحت سيطرتها سابقاً قبل وقوع الكارثة بعدة أيام و ذلك لوجود خطر في المنطقتين لكن و للأسف الإجراءات الأمنية والجهد الأستخباراتي لم يتمكنوا من السيطرة على هذه الشاحنات أو معرفة نوايا السواق لكون المنطقة كانت تزدهر شيئاً فشيئا رغم الفقر و العمالة، أدت التفجيرات الى مقتل 796 شخص من جميع فئات سكنة تلك المجمعات وأصيب 1562 أشخاص آخرين وعشرات المصابين المجهولين، بينما يذكر الأهالي أنه تم نقل عدد من المصابين بواسطة الطائرات الأمريكية (للعلاج) في “أمريكا” ومصيرهم مجهول إلى الآن ،فضلاً عن خسائر مادية جسيمة .
وقَدر الهلال الأحمر العراقي أنذاك أن هذه التفجيرات هي الأكثر دموية في العراق من حيث عدد القتلى والإصابات وأكبر ثاني إنفجارات في العالم بعد هجمات 11سبتمبر.
وصرحت ( ر ع ا) إحدى الناجيات من الهجوم الدموي بالقول ” في يومها كنت العب كرة القدم في الشارع مع أصدقائي ، سمعت صوتاً قوياً من جهة مجمع الجزيرة فخفت، وركضت نحو المنزل لكن لم تمر دقائق وقبل أن أصل رأيت كُتلة كبيرة من الغبار تتطاير بالقُرب منا ،في البداية ثم أنفجر الانفجار ، كان الصوت قوي جدًا في البداية ثم بدأ كل شيء يتطاير حولي ، أصبت بشيء متطاير في ظهري لا أعلم ماذا كان لكن على الأرجح كان حديد متطاير ، شخص ما حملني من الشارع وأوصلني لبيتنا ثم بدأ الرجال الباقون بحمل أسلحتهم والتوجه نحو موقع الإنفجار ، لم نكن نعلم ما الذي حدث وما الذي سيعقبه فالكثير ظن بأنه هجوم علينا من القرى المجاورة ، بعدها بلحظات وبعد أن عرف الجميع بالإنفجار ركضنا نحو الموقع فكان بين الركام ، أعمامي وعائلة خالي وجدتي ، وفي طريقنا رأينا أشلاء أجساد متقطعة ، أناس محترقين بالكامل ، أجساد بلا رؤوس ،أيادي مقطوعة ، أرجل مقطوعة ، عشرات المصابين على الأرض والمقتولين وممن يصرخون وليس هناك من يساعدهم.”
كل شيء كان قد هُدم
و أضافت بأعين دامعة ” فقدت الكثير يومها حتى أنه كان اليوم الاسوأ في حياتي ،شاهدت مناظر لا تحتمل ومواقف لا توصف ، بقينا دون مأوى ومأكل ومشرب لعدة أيام ، فكانت الحياة قد إنتهت في تلك المناطق إلى أن وصلتنا قوافل المساعدات من إخوتنا في القضاء وشمال جبل سنجار ومجمع العدنانية المجاور لنا كما تم نقل عشرات المصابين والمحتاجين إلى بيوت الإيزيدية في المناطق المذكورة ، رغم أن فضل الأخ على الأخ لا يُحسب لكن يومها رأينا المعنى الحقيقي للإيزيدياتي ، ثم بعدها نصبوا الخيام في ناحية القحطانية كمأوى مؤقت للعوائل.