المسرى :
تقرير : علي الحياني
بعد الانتخابات الأخيرة، التي جرت في تشرين الأول الماضي، يبدو أن وضع القوى السياسية السُنية شهد تحوّلاً مهما، فالنتائج التي أفرزها الاقتراع تنذر بتغيير كبير بخارطة المشهد السياسي. خاصة في تشكيل الحكومة المقبلة وتوزيع الأدوار المهمة فيها.
ويرى المختصون والمراقبون للمشهد السياسي بأنّ القوى السنية ستكون من أهم اللاعبين السياسيين في الفترة المقبل، لحاجة جميع الأطراف الشيعية إليها. في سعيها لتأسيس الكتلة البرلمانية الأكبر، التي ستتولى عملية تشكيل الحكومة المقبلة في البلاد.
صراعٌ من نوع آخر
وبعد إعلان نتائج الانتخابات وبشكل رسمي من قبل المفوضية العليا، يبدو أن صراعاً من نوع آخر بيد القوى السنية، سببه المنصب الأهم للمكون وهو رئاسة البرلمان، وأطراف الصراع هم تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي وتحالف عزم برئاسة خميس الخنجر.
اتفاقٌ على عدم التجديد
وكشفت مصادر مطلعة تحدثت لـ(المسرى) أن “هناك اتفاقاً جرى بين القوى السياسية على عدم التجديد لأي من الرئاسات الثلاث بينهم محمد الحلبوسي رئيس البرلمان السابق”.
مبينةً أن “هناك دعماً كبيراً لتولي القيادي في عزم ووزير الدفاع الأسبق خالد العبيدي رئاسة البرلمان، وهو يحظى بدعم من الفصائل الشيعية وقوى الإطار التنسيقي، فضلاً عن علاقته الطيبة مع القوى الكوردية”.
وأشارت إلى أن “حواراً يجري بين تحالف عزم وتحالف حسم الذي يمتلك 3 مقاعد وأئتلاف الجماهير بزعامة أحمد الجبوري (أبو مازن) ونواب آخرين ليصل إلى تشكيل تحالف يضم حوالي 30 نائباً”.
التنافس ينحصر في تحالفين فقط
القيادي في تحالف عزم محمد نوري العبد ربه قال إن، التنافس اليوم واضح بشكل كبير وهو يدور حول من يحصل على رئاسة البرلمان.
مبيناً في حديثه لـ (المسرى) أن “الصراع يختلف عن عام 2018، فاليوم لاتتنافس قوى متعددة على رئاسة البرلمان وينحصر الأمر في تحالفين فقط”.
لايوجد تفاهم بين القوى السنية
المحلل السياسي غانم العيفان أوضح أنه، لايوجد انسجام بين القوى السنية للتفاهم على رئاسة البرلمان حتى هذه اللحظة.
لافتاً إلى أنه “هناك تفاهم على أن لا يذهب السُنة بشكل متفرق داخل قبة البرلمان، لكن لم يتم حسم اسم الشخصية التي ستتولى المنصب، ولكن هناك حراك داخل تحالف عزم لترشيح شخصية تكون مقبولة على المستوى الوطني لشغل منصب رئاسة البرلمان”.
واستكمل حديثه بالقول إنه “يبقى عدد المقاعد التي يحتاجها اللاعب الشيعي في سعيه لتشكيل الكتلة الأكبر ومدى التفاهمات مع الأطراف الشيعية هو من يحسم الأمر”.
وتصدر حزب تقدم المشهد السُني بحصوله على 37 مقعداً، فيما حل تحالف عزم بزعامة خميس الخنجر بالمرتبة الثانية بحصوله على 14 مقعداً، وحل خلفهما قوى وتحالفات أخرى.