ستران عبدالله
ليس ثمة فراغات امنية فقط بين البيشمركة والجيش العراقي تستدعي ملئها.
هناك فراغات امنية وسياسية واجتماعية اخرى من الضروري ملئها.
بالطبع ان الفراغ الامني بين قوات البيشمركه والجيش العراقي جانب واضح وبارز من الخلاف بين اقليم كوردستان والحكومة العراقية، وفي التجلي الامني والعسكري منه ان داعش والارهابيين يتسللون منه ويستغلونه ويمارسون من خلاله وبشكل يومي انشطة ارهابية. في الواقع هناك الكثير ممن يرغبون ببقاء هذا الشرخ وعدم ملئه بل يسعون الى توسيعه ويشجعون على بقاء العلاقات السياسية متوترة كي ينعكس ذلك على الواقع العسكري والامني، وبالتالي خلق حالة من الفوضى يعقبه دماء ودموع اضافية.
هذا الفراغ نراه لانه بادٍ وواضح للعيان. والا فان هناك فراغات اخرى متربصة، تبرز خلال الاحداث والوقائع المرة و تمسي مصيبة.
ان هناك من الفراغات والامنية والسياسية والاجتماعية مما لاتقل خطرا عن الفراغ الموجود بين اربيل وبغداد، وهناك الكثير من الممارسات الداعشية الاخرى، وليس فقط ممارسات التنظيم المجرم. بل ضع في الحسبان ان الفراغات بين وبين من الكثرة تكاد تصير حالة و شعارا ثابتا وليس فقط ظاهرة يمكن معالجته بمرور الايام. لماذا نحسن الظن انه ليس هناك فراغات بين اربيل والسليمانية، وبين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، والاحزاب فيما بينهم، والسلطة والمعارضة مما تستدعي فعلا ملئها وشغرها ؟
فراغات ليس بوسع الاتفاقات الكونكريتية ملئها، ولا بامكان الدروس والعبر الماضية او حتى الفرص والتطلعات المستقبلية اسعافها.
فراغات ليس بمقدور الاعراف الكوردية ولا الاعراف السياسية ولا الجنتلمانية السياسية التغلب عليها.
تلك الفراغات كثيرة، منها الفراغات بين مدن الاطراف ومراكز محافظات كوردستان من ناحية التنمية والازدهار. فراغات طبقية صارخة لامثيل لها في الصراعات المجتمعية والطبقية لا في الشرق و لا في الغرب والتي امست تهديدا للسلم الاجتماعي. فراغات بين اجيال المجتمع الكوردي وكانهم يتحدثون الى البعض باللغة اليابانية او ينقل كلامهم عبر مترجم خائن.
فراغات بين الرجل والمرأة ، بين الذكور والاناث في المجتمع الكوردي والذي شوّهه مئات من الموديلات وقلة الفهم، و تحيط به مئات من الدواعش الاجتماعية والمناوئين وارباب الكذب.
فراغات بين الاعلام الرسمي والملتزم وتيار التواصل الاجتماعي المنبثق والمزدهر والذي يحوي الصالح والطالح، ولاحيلة لنا في التمييز بينهم.
الفراغات كثيرة، ليس فقط الفراغات بين البيشمركه والجيش، بل هناك حيث الحدود بين بيلاروسيا و بولندا و الذي لانستطيع فيه ان نميز بين المهاجر المسكين والمعوز وبين المهاجر السافل الحقير الذي يمدح ديكتاتور البعث في حضرة ديكتاتور بيلاروسيا.
هناك الكثير من الفراغات الاخرى، كنت اود ان تضيف لها انت ايها القارئ. لكن كثرة التعليقات غير المناسبة والمسيئة في الكثير من الحالات تجعلني اذهب الى القول ان علاقة الكاتب بقراءه ايضا يشوبها الفراغ المريب فهي فسدت الى درجة، يسرح ويمرح فيها جمهرة من الدواعش. والمئات من المعلقين والمتربصين من وراء الستار قد افسدوا البيئة.