المسرى :
اعداد : كديانو عليكو
يقيم العراق غدا الثلاثاء، حفلا خاصا لتسلم لوح “حلم كلكامش” الاثري الذي استعيد بعد 30 عاما من سرقته إلى خارج البلاد.
اكتشاف بالصدفة
حلم كلكامش، لوح طيني عمره أكثر من 3500 عام، يحتوي على نقوش باللغة السومرية لأجزاء من ملحمة كلكامش الشعرية.
وتروي “ملحمة كلكامش”، مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى تحقيق حلمه بالخلود وعدم الموت.
ملحمة سومرية مكتوبة بخط مسماري على 11 لوحا طينيا اكتشفت لأول مرة عام 1853 م في موقع أثري اكتشف بالصدفة وعرف فيما بعد أنه كان المكتبة الشخصية للملك الآشوري آشوربانيبال في نينوى.
عودة الملحمة
ترمز عودة لوح حلم كلكامش، إلى الحشد الدولي الأوسع من قبل الدول والمنظمات مثل اليونسكو لمنع التجارة غير المشروعة بالقطع الآثارية القديمة والتصدي لها.
وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، اعلنت في بيان تلقى (المسرى) نسخة منه، عن حفل خاص لتسلم لوح حلم كلكامش، بعد 30 عاما من سرقته إلى خارج البلاد..
وقالت الوزارة، إن حفل تسلم لوح حلم كلكامش، سيقام غدا الثلاثاء، في مبنى وزارة الخارجية العراقية. ويعد اللوح أقدم الأعمال الأدبية في التاريخ.
واضافت الوزارة، أن جهودها مع الخارجية العراقية والسفارة العراقية في واشنطن واليونسكو والحكومة الأميركية، أثمرت عن تسلم لوح حلم كلكامش وإعادته إلى الوطن.
اقدم الملاحم في التاريخ البشري
الباحث المختص بالآثار، مفتش آثار وتراث محافظة ذي قار، عامر عبد الرزاق، قال في تصريح سابق تابعه (المسرى)، ان العراق تمكن من استعادة لوح كلكامش الذي يحكي حلم “كلكامش”، هذه الملحمة التي تعد واحدة من أقدم الملاحم في العالم والأقدم في التاريخ البشري إذ تعود لـسنة 3500 قبل الميلاد.
واضاف عبد الرزاق، أن ملحمة كلكامش تتألف من 11 لوحا جميعها تم اكتشافها في مكتبة آشوربانيبال، لكن هذا اللوح مهم ونادر جدا كونه يحكي قصة الملحمة في العصر السومري وليس كباقي القطع المكتشفة من الملحمة التي تتحدث عن ما كتب عنها في العصر الآشوري.
قصة سرقة اللوح
سرق لوح كلكامش من أحد متاحف العراق أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991، ولا أحد يعرف من يقف وراء سرقته.
وفي عام 2003، اشتراه تاجر أميركي من أسرة أردنية تعيش في لندن، وشحنه بطريقة غير شرعية إلى الولايات المتحدة الأميركية.
تم بيع اللوح التاريخي بعد ذلك إلى سلسلة محلات “هوبي لوبي” للفنون والحرف اليدوية الأميركية عام 2014، من دار مزادات دولية بمبلغ 1.6 مليون دولار، ثم عرضته في متحفها الخاص بواشنطن.
مصادرة حلم كلكامش
في أيلول 2019، تمت مصادرة اللوح من المتحف من قبل عملاء فيدراليين تابعين لجهاز تحقيقات الأمن الداخلي الأميركي.
وتقول سلسلة محلات “هوبي لوبي”، انها لم تكن تعلم بأن قطعة لوح حلم كلكامش، أثرية؛ لأن دار المزادات حجبت المعلومات المتعلقة باللوح عمدا، على حد قولها.
حكاية الملحمة
مَلحَمة كلكامِش، عِبارة عَن مَلحَمة شِعرية من آداب بِلاد الرافِدَين، تُعدّ أقدم الأعمال الأدبية العظيمة وثاني أقدم النُصُوص الدينية المُتبقية من تلك الفترة، بعد نصوص الأهرام الدينية. يبدأ التاريخ الأدبي لملحمة كلكامش بخمس قصائد سومرية عن بلكاميش (وهي الكلمة السومرية لكلكاميش)، ملك الوركاء، يعود تاريخ القصائد إلى عصر سلالة أور الثالثة. استُخدمت هذه القصص المتفرقة فيما بعد كمصدر مرجعي لقصيدة ملحمية مجمّعة في اللغة الأكادية. تحمل أقدم نسخة متبقية من تلك الملحمة المجمّعة اسم “البابلي القديم”، ويعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وسُمّيت بالكلمات في مطلع القصيدة (أعظم جميع الملوك). لم يتبقّ مِن تلك القصيدة سوى بضعة ألواح طينية. أما النسخة التالية “القياسية” التي جمعها سين-لقي-ونيني يعود تاريخها إلى ما بين القرنين الثالث عشر والعاشر قبل الميلاد وتحمل الاسم “هو الذي رأى الهاوية”، أو بكلمات معاصرة: “هو الذي يرى الغيب”. تقريبا تمّ استرجاع ثلثيّ هذه النسخة ذات الألواح الطينية الإثني عشر. اكتُشفت بعض النسخ الأفضل حالًا في أنقاض مكتبة آشور بانيبال الملكية من القرن السابع قبل الميلاد.