المسرى :
اعداد : كديانو عليكو
ارتبطت الحركة المسرحية الكوردية في اقليم كوردستان منذ نشأته بالمسرح العراقي، خاصة وان انطلاقه كان من مدينة الموصل ليصل الى مدينة اربيل.
احتفال بـ 100 عام على المسرح الكوردي
وزارة الثقافة والشباب في حكومة إقليم كوردستان، المديرية العامة للثقافة والفنون في أربيل، تستذكر مرور مائة عام على المسرح الكوردي في اربيل، باقامة مهرجان حمل عنوان “١٠٠ عام من المسرح الكوردي في أربيل”، وذلك بمناسبة مرور ١٠٠ عام على عرض المسرحية الكوردية (صلاح الدين الأيوبي) في أربيل وعلى قلعتها التاريخية.
وسيتم عرض المسرحية من جديد من قبل فناني المسرح في أربيل على قاعة مسرح مديرية فنون المسرح.
نشأة المسرح الكوردي
تحديد ومعرفة تاريخ انطلاقة المسرح الكوردي ليس سهلا بشكل دقيق وذلك لكثرة الاراء ووجهات النظر حول تاريخ هذه الانطلاقة، لان الامر لا يتعلق فقط بالمسرح الكوردي وانما بالمسرح العراقي وبشكل عام.
بعض الباحثين يؤكدون ان نشأة المسرح الكوردي يعود الى عام 1905 وذلك بعرض مسرحية (الامير الاسير) لنعوم فتح الله سحار في اربيل، وصحة هذا الامر يتبين عندما نذكر ان اربيل هي اقرب مدينة الى مدينة الموصل، فمن المؤكد ان الحركة المسرحية التي انطلقت في الموصل تصل الى اربيل قبل اي مدينة اخرى وذلك لقرب المسافة. واذا عرفنا ان نعوم فتح الله سحار هو احد رجال الدين المسيحيين الساكنين في مدينة الموصل وان مدينة اربيل توجد فيها كنيسة يعود تاريخها الى ما قبل عام 1905. فليس من المستبعد ان يكون نعوم فتح الله سحار في احدى الزيارات التي قام بها لاربيل قد جلب معه هذا النص واطلع عليه احد المهتمين بالمسرح في اربيل وقدمه فيها.
رأي: نشأ المسرح كورديا
رأي اخر يقول، ان المسرح العراقي نشأ كورديا، وذلك اذا اعتبرنا المسرحيات المقدمة من قبل رجال الدين المسيحيين في الموصل لا تعد مسرحاً عراقيا وانما مسرحا سريانيا باعتباره نشأ على ايدي رجال الدين المسيحيين القاطنين في مدينة الموصل امثال حنا حبش ونعوم فتح الله سحار وهومز نورسو الكلداني وحنا الرسام.
وهناك راي اخر يقول، ان المسرح الكوردي يرتبط بنشوء المسرح العراقي، اذ ان الولادة كانت طبيعية حالها حال المسرح العراقي والعربي عن طريق الترجمة والاستيحاء. وذلك من خلال الزيارة التي قام بها الفنان العراقي حقي الشبلي الى مدينة السليمانية عام 1920 وهي فترة قريبة جدا للفترة التي قدمت فيها مسرحية في السليمانية بنص عربي بعنوان (لولا المحامي) عام 1926 التي ترجمت محليا على يد فؤاد رشيد بكر، ولكن الباحثين يؤكدون الانطلاقة الاولى اي انطلاقة عام 1905 في اربيل.
أين بدأت الحركة المسرحية؟
الحركه المسرحية الكوردية في العراق، وحسب ما تذكر مصادر عديدة، بدأت في السليمانية التي افتتحت اول مدرسة كوردية في المدينة ( مدرسة زانستي )، واصدرت صحيفة اسبوعية كوردية، وبذلك وضعت الاسس الاوليه لارضية التطور الثقافي الكوردي في السليمانية اولا، وفي كوردستان عموما فيما بعد، ومنها المسرح الذي انتقل اليه من المسرح العربي العراقي كتقنية وفن، ولم يكن لنشوء هذا المسرح علاقه لا من قريب ولا من بعيد بخزين الكورد الثقافي والفلكلوري في البداية، بل كان نقلا حرفيا للمسرح العربي العراقي متحدثا باللغة الكوردية .
واقدم مسرحية معروفة الى الان والتي قدمت في كوردستان ضمن النشاط المدرسي ( لمدرسة زانستي ) في السليمانية، هي مسرحية ( العلم والجهل) مقتبسة عن مسرحية عربية بعنوان ( لولا الجاني ) اعدها واخرجها احد رواد المسرح الكوردي الاوائل ( فؤاد رشيد بكر )، خلال العام الدراسي 1925 -1926 .
ويؤرخ بعض المهتمين بالمسرح الكوردي ان البداية الحقيقه للمسرح الكوردي تيبدأ من بعد الثلاثينات من القرن الماضي، بعد ان اخذت بعض الفرق المسرحية العربية العراقية، كفرقة حقي الشبلي بزيارة السليمانية وقدمت عروضها الناضجه فيها وباللغة العربية.
وقد قدمت اول مسرحية مؤلفة بالكوردية هي مسرحية ( الحب والوطنية ) في سنة 1933 تاليف الشاعر ( أ.ب. هه وري) .
وفي عام 1935 قدمت مدرسة ( زانستي ) مسرحية معدة عن الملحمة الكوردية ( مم وزين) للشاعر احمد خاني .
انحسار رغم الانطلاقة التاريخية
اسباب عدم تطور المسرح الكوردي كثيرة ولكن اهمها، انحسار العمل المسرحي داخل الفرق الفلكلورية وعدم ظهور فرق خاصة بالمسرح وكذلك عدم قيام ورشات للتاهيل المسرحي على المستوى المحلي. وعدم بروز كتاب ومسرحيين على شاكلة الشعراء وكاتبي القصة الا القليل منهم. ومن الاسباب المهمة ايضا عدم وجود تواصل بين الفرق الفلكلورية، كاقامة مهرجانات مسرحية تساعد على تطوير المسرح الكوردي بشكل خاص.
تعريف المسرح عن طريق الطلبة
وهناك رأي آخر، وهوما يرجحه بعض المهتمين ويؤكده التوثيق الى الان، ان كوردستان عرفت المسرح عن طريق الطلبة الذين كانوا يتلقون تعليمهم في مدارس بغداد والذين نقلوا ما شاهدوه في مدارسهم من مسرحيات، بعد ان اعدوها باللغة الكوردية وقدموها في الازقة والمحلات، وفي امكنة بسيطة سموها ( مسرح) ، من هذه الامكنة التي قدمت عليها اول مسرحية باللغة الكوردية في عام 1925 هي (طارمة) منزل السيدة( بهيه خان ) من عائلة الشيخ محمود الحفيد في السليمانية.