تعاني مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار من عدم وجود قاعات للسينما والمسرح، والتي يعود تاريخ المسرح فيها الى مائة عام، وتم غلق قاعات فيها تعود الى العام 1936، رغم انها مدينة ولادة بالفنانين والكتاب والمسرحيين، الا ان هناك بوادر جيدة ومهمة الان وهي ضمن مشاريع صندوق اعمار ذي قار من اجل بناء قاعات للسينما والمسرح والعودة الى الزمن الجميل.
يقول الكاتب علي عبد النبي الزيدي للمسرى: ان “الحديث عن دور السينما في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار هو كما الحديث عن ذكريات بعيدة في زمن كان جميلا الى حد كبير، مضيفا ان السينما تلاشت في المدينة مثلما تلاشت المقاهي القديمة والمنازل المزخرفة بالشناشيل”.
وبين، “يبدو انه قد شطب على هذا العصر بشكل كبير، مؤكدا ان السينما في مدينة الناصرية كانت تشكل ظاهرة حضارية مهمة في المدينة التي ربما شكلت الوعي الاول للفن في الناصرية”.
واشار الى ان “هناك الان قاعات السينما في المولات في بعض المحافظات وتختلف جذريا عن قاعات السينما بطقسها الجميل في السبعينيات وصعودا”.
واضاف، ان “المسرح في الناصرية ولد منذ مائة عام ولا توجد الان قاعة مسرح على الاطلاق وهناك بوادر جيدة ومهمة الان وهي ضمن مشاريع صندوق اعمار ذي قار، مشيرا الى انه في مدينة اور السياحية هناك مسرح يستوعب 500 متفرج واخر يستوعب 1500 متفرج، الا ان المشروع المهم والذي على قدر كبير من الاهمية وهو الاول من نوعه في العراق هو مشروع دار الاوبرا في مدينة اور الذي يستوعب 1300 متفرج، ما يعني ان المدينة ربما ستكون وعاء مسرحي مهم ويمكن ان تكون الدار دور سينما مهمة تقدم عروض ضخمة”.
من جانبه اوضح الفنان محسن خزعل للمسرى، ان “مدينة الناصرية تفتقر الى القاعات السينمائية، والتي كانت فيها ثلاث قاعات للعروض السينمائية، تعود الى العام 1936، مشيرا الى ان هذه القاعات تم غلقها في تسعينيات القرن الماضي وحتى هذه اللحظة لا توجد قاعات سينمائية ولا قاعات مسرحية، الا انه في الاونة الاخيرة، تم تاسيس مسرحين في مدينة الناصرية من خلال مدينة اور السياحية”.
وبين، ان “مدينة الناصرية بشكل عام هي مدينة ولادة، بحكم السجال الفكري الذي فيها وهي مدينة محتدمة، مستمرة سواء على مستوى الافكار او النتاج الفكري او الفني”.
واكد، ان “الناصرية لا تعيقها عدم وجود قاعات او مسارح، لان فيها العديد من الشباب الواعد، وما قدموه في الفترة الاخيرة من خلال مسلسل (الجنة والنار) وان الناصرية يمكن ان تكون واحة للثقافة وهي كذلك بالفعل”.
اما المخرج عمار حمادي، فقد قال للمسرى: انه “لو اجرينا احصائية بسيطة عن عدد الفنانين المسرحيين في الناصرية وعن الفرق المسرحية والجوائز التي تحصل عليها مدينة الناصرية في المسرح، سواء في مجال الكتابة او الاعمال المسرحية، واذا ما سالنا انفسنا هل توجد مسارح في مدينة الناصرية؟ سنرى الجواب (لا)، وهذا يعني ان الناصرية تعاني من عدم وجود مسارح وفي نفس الوقت تحصل على جوائز في مجال المسرح، وماذا لو كانت هناك مسارح كبيرة؟!”.
وبين، ان “الناصرية تحتاج الى وجود مسارع، لان فيها فنانين مبدعين وانجبت العديد من المبدعين والمواهب من الكتاب والممثلين وفي مختلف المجالات الفنية، لكن المسرح له باع طويل في الناصرية يعود الى مائة عام وهذا تاريخ طويل للمسرح”.
وكانت الناصرية طوال تاريخها حافلة بالعروض المسرحية والفعاليات الفنية التي كانت قد بدأت في المدارس ومن ثم في الحياة العامة بمشاركة عدد كبير من المعلمين والمثقفين وظهرت أسماء مسرحية منذ أول عروض مسرحية في العشرينات بحسب الروايات التاريخية لأول ظهور مسرحي في المحافظة.
وبحسب مختصين في مجال المسرح في الناصرية، فإن أول ظهور لأول فرقة مسرحية كانت في العام 1921 ومؤسسها عبدالغفار العاني، وكانت بدايتها في المدارس الابتدائية والثانوية بسبب عدم وجود فرق تنظيمية احترافية تعمل بشكل رسمي، ومن ثم لاحقا بعد الزيارات المسرحية العربية والعراقية للمدينة أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات حفز الشباب لتأسيس أول فرقة مسرحية باسم فرقة السعدون المسرحية بإدارة عبدالغفار خضير العاني.
وقدمت هذه الفرقة مسرحيتي (الاستعباد) و(الصحراء) للكاتب والفنان المصري يوسف وهبي، وكذلك مسرحية (بجماليون) لبرنارد شو ثم قدمت الفرقة مسرحية (الصفعة) تأليف وإخراج حمودي مجيد عام 1943، وكانت الفرقة تنتقل بإعمالها إلى الأقضية والنواحي لتقدمها هناك، وغالبا ما يكون التقديم على الأرض من دون وجود خشبة مسرح نظامية.