المسرى ..
تقرير : هناء رياض
غادرت منصب المستشارية الالمانية بشكل نهائي , لكن تأثيرها باق لايغادر العالم اجمع ..
انها انكيلا ميركل , التي قلبت موازين الاضداد في اوربا , بعد 5860 يوما قضتها في منصب المستشارية وهو مايعادل منصب رئاسة الوزراء في بقية البلدان ..
اربع ولايات متتالية لميركل غيرت فيها وجه اوربا
امراة الكوتا المفيدة , زعيمة العالم الحر , المرأة الحديدية , واقوى امرأة في العالم , تلك بعض من القابها التي اكتسبتها خلال ستة عشر عاماً , في اربع ولايات متتالية كأول أمراة المانية تحظى بهذا اللقب .. فما هو تأريخها ولماذا تميزت دوناً عن غيرها من نساء المناصب العليا ..
نالت عدة القاب منها زعيمة العالم الحر والمرأة الحديدية
بني حائط برلين عام 1961 حينها كانت انجيلا بعمر ست سنوات , حيث وجدت العائلة نفسها فجأة في الشرق الشيوعي وهي الدولة الملحدة بينما رب العائلة قس في كنيسة انجيلية , والدتها المعلمة التي منعت من التدريس كانت تحث ابنتها على التفوق في المدرسة خوفا من عدم السماح لها بدخول الجامعة , وبالفعل تخرجت انجيلا من المدرسة الثانوية بدرجات متفوقة.وكانت تسعى للعمل كمعلمة لكنها حرمت من ذلك لنفس الاسباب , مادفعها لاكمال دراسة الفيزياء وانتقلت الى لايبزيج
حرمت التدريس بسبب العنصرية الدينية والمناطقية فتوجهت لدراسة الفيزياء
في عام 1977 وحين كانت بعمر 23 عاما , تزوجت من زميل لها يدعي اولريش ميركل الذي كان يكبرها بعام واحد , وفي اشارة نادرة الى زواجها من الرجل الذي لا زالت تحتفظ باسم عائلته حتى الان ..
زواجها الاول كان من زميل دراستها الذي احتفظت بلقب عائلته
حياة طبيعية حتى الان كأي فتاة , دراسة زواج ثم انفصال بعد فترة وجيزة , فمتى بدأت الحياة السياسية ؟
سقط حائط برلين عام 1989 كان حدثا محوريا في تاريخ العالم حيث شهد سقوط الستار الحديدي. فسقطت الحدود الألمانية الداخلية بعد فترة وجيزة. وتم إعلان انتهاء الحرب الباردة بين المعكسر الرأسمالي المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية والمعسكر الاشتراكي الذي كان يمثله الاتحاد السوفيتي, وتمت إعادة توحيد ألمانيا خلال العام التالي…
توحيد المانيا كان له اكبر الاثر في حياة ميركل السياسية
عملت انجيلا في المساعدة في ربط أجهزة الحاسوب في مكتب حزب ديمقراطي جديد ثم التحقت فيما بعد بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل شهرين من توحيد ألمانيا. وسريعا ورغم التحديات العنصرية والجندرية التي كانت تواجهها ميركل استطاعت تسلق قمة الهرم في الحزب , ثم انتخبت وزيرة لشؤون المرأة والشباب , وفي دورة انتخابية اخرى اختيرت لتكون وزيرة للبيئة والسلامة النووية
تدرجت من عضوة في الحزب الديمقراطي الى مستشارة المانيا
, وهنا بدأت بالترشح لنيل منصب المستشار , فخسرت اولى جولاتها في عام 2002 , ثم رشحت مرة اخرى في عام 2005 وبالفعل فازت على منافسها غيرهارد شرويدر بفارق بسيط , لتكون اول امرأة تنال ذلك المنصب في تاريخ المانيا ..
بدأت رحلة التحديات الاكثر صعوبة , فخمسة ملايين الماني عاطل عن العمل و94 مليار دولار عجز في ميزانية الدولة , فكيف ستقود البلاد نحو النجاة ؟
اعتمدت سياسة تصفير المشاكل ولم تتكأ على الخطابات الفارغة
الغت التجنيد الالزامي , اقرت قانون الاستحقاق الابوي , رفعت اجور العمال وخفضت ضرائب الشركات المنتجة ما دفع بالانتاجية للازدهار وتوسع الاستثمار ,.. هكذا كسبت ثقة الالمان وتراجع عجز الميزانية من 49 مليار دولار الى تسعة مليارات خلال عامين فقط ..
خفضت الضرائب ما دفع الشركات والمعامل للأزدهار
وحين واجه العالم ازمة اللاجئين السورين والازيدين العراقيين , فتحت المانيا ابوابها في تحد لم تجروء على المضي به دول اوربية اخرى , فأستقبلت اكثر من مليون ونصف المليون لاجئ , ما عزز مكانتها في الشرق الاوسط حتى باتت توصف بالعمة ميركل
المسؤولية الانسانية والاخلاقية لدى ميركل لم تكن مجرد خطابات
ميركل اكثر نساء الارض تأثيرا ثلاثة عشر مرة , والسيدة الاقوى في العالم عشر مرات , وفق تصنيفات مجلة فوربس الامريكية ..
تغادر السياسة ملئ ارداتها , لتمضي حياتها في شقتها الصغيرة وسط برلين , دون شكوك عن نزاهتها او اتهامات تطال سيرتها ولا لوثة ثلوث تأريخها ..
ميركل ستعود الى المطالعة والتسوق والاستلقاء بعيدا عن السياسة
امرأة عرفت كيف تتغلب على كل القيادات الذكورية في العالم , لثبت ان المرأة لو منحت الثقة لغيرت وجه الارض نحو الافضل …