المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله
تتوالى رود الفعل الرافضة من السياسيين والمتابعين للشان العراقي من الدعوات التي تطلق بين فترة وأخرى إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد، ويعزون سبب رفضهم هذا قرب الفصل التشريعي الحالي من نهايته وأن الوضع السياسي الراهن والعملية السياسية لا يتحملان هذا الأمر، داعين إلى التكاتف مع الحكومة لتغليب المصلحة العامة للمواطنين والعمل على توطيد الاستقرار السياسي.
إشغال الشارع
الباحث في الشؤون السياسية محمود الهاشمي أوضح للمسرى أن ” الذين يدعون لانتخابات مبكرة هدفهم إشغال الشارع فقط لا غير، لانه من الناحية الموضوعية أن الدورة الانتخابية الحالية أوشكت على الانتهاء ولم تبق مدد كافية لتنظيم وتحضير انتخابات مبكرة كما يقولون، وبالتالي إذا تم تحديد موعد لإجرائها بعد عام من الآن، فلا بد من التحضير لها من الآن”، مبينا أن ” الدعوات التي تنادي بين الفترة والأخرى لانتخابات مبكرة هو أمر ليس بالصائب، وكذلك هذه الدعوات تضيف معضلة أخرى على التجربة السياسية، وبدل هذا على القوى التي تطالب بانتخابات مبكرة ان تعمل على دعم الحكومة لإخراج البلد من الأزمات التي تمر بها، وليس خلق أزمة جديدة لها “.
وجود تسابق
ومن جانبه أشار الأكاديمي والخبير في الشؤون السياسية صلاح بوشي للمسرى إلى أنه ” يبدو أن القوى والمكونات العاملة ضمن النشاط السياسي في البلد قد وصلوا فيما بينهم إلى مرحلة فقدان التوافق على إدارة البلاد سياسيا، وعليه يرون أن هيكلة العملية السياسية تحتاج إلى إعادة ترتيب من جديد، وهذا الترتيب يأتي عن طريق الانتخابات مبكرة، لعجز الأطراف السياسية الحالية على إدارة البلد سياسيا”، موضحا وجود ” تسابق بين السلطة التنفيذية كنشاط سياسي مع القوى السياسية، وبالتالي هذا الخلاف هو جوهر أسباب المطالبة بانتخابات مبكرة “.
دعوة ليست بجديدة
وبدوره قال المحلل السياسي الدكتور كاظم جابر للمسرى إن ” الدعوات التي تنادي بانتخابات مبكرة هي ليست وليدة الظروف الحالية، وإنما كانت هناك سابقا دعوات لإجرائها ولكن اصطدمت بعقبات إمكانيات واستعدادات مفوضية الانتخابات، وكذلك هي بحاجة للتصويت على اختيار مفوضية جديدة لإدارة العملية الانتخابية، إضافة إلى التخصيصات المادية، وفوق كل هذا عدم وجود قناعة تامة من قبل أعضاء مجلس النواب لانتخابات مبكرة، أو ليس هناك داع ٍلها في الوقت الحالي والانتظار لحين انتهاء الدورة التشريعية الحالية “.
آراء مختلفة
وأضاف أنه “عدا هذه الأمور، فإن الوضع السياسي الحالي لا يسمح بإجراء انتخابات مبكرة، كون البلاد تمر بانعطافة مهمة في تاريخها، كون الإرهاصات الدولية تحكم قبضتها على العوامل المحلية في إدارة الدولة والعملية السياسية”، لافتا إلى أن ” هناك أيضا آراء مختلفة للقوى السياسية داخل الإطار وخارجه بخصوص العملية السياسية والانتخابات المبكرة، وبالتالي أن الوقت غير مناسب لهذه الدعوة “.
محاولة استقطاب
ويرى سياسيون وخبراء في الشأن العراقي أن الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة تأتي عادة عندما يكون وضع البلد غير مستقر سياسيا أو أن يكون التحالف المُشكل للحكومة معرض للتفكك، وهذا ما لا نراه في المشهد السياسي الحالي، لذلك هذه الدعوة مجرد عنوان فضفاض ومحاولة لاستقطاب الرأي العام.