خاص للمسرى
بدل رفو
غراتس / النمسا
من بطونِ تراب الغربة ..
صقيعٌ ولهيبٌ ، رحيقٌ وجحيمٌ
وبواباتُ عبور ..
فيضُ خيالاتٍ..
إحتفاءُ عشقٍ صوبَ المجهول،
تغمرهُ بساتينٌ من سحر الروح،
مدنٌ عتيقةُ في (توسكانا)*..
اغانيَ عشقٍ في باريس،
وعلى ضفاف بحيرات النمسا..
تلاحقك كوابيس بلادك الاولى
والبنادق العمياء تهرع صوبك ..
وقتها ..تذبل الشمس في عينيك ..
تغدو دمعاً في ساعات مبللةٍ
في مواجهة ريح الذكريات !!
*** ***
رحلتك أيها الشاعر صوب قارورة المجهول ..
لتتذوق شَهدَ النوافذ المفتوحة ،
قصائدُ حرية تتمخض نرجساً
في مروج كوردستان..
أشعاراً واسفاراً ، اقماراً وافراحاً
ملائكةً.. كلما طالت دروبك وعمر جرحك،
وإذا بالحلم يتثاءب إرهاقاً وعناءً
من تعاويذ الشعراء الانتهازيين..
يُروضون حكايات النضال زيفاً
فلم تعد تهزُ عرش مشاعر الفقراء..
ولا تجد لها درباً لشغاف الروح ..!!
*** ***
أحياناً.. في وحدتي أجلس القرفصاء
يُوَلوِلُ الزمنُ شاكياً..
يجيئني ذابلاً وبالحزن شاحباً،
يعانقني كي لا أسقط في كمين الاشتياق
لبلادي الاولى ..
كي لا يكون قدري رصاصةٌ طائشة
كالتي أصابت أبي وأنا في رحم أمي.
آه يا أمي ..آه يا سيدة التراب
يا دمي المتبعثر في محطات الدنيا
يا وجعي على أوشام مكابدات البسطاء !!
*** ***
في الهند ..
شوقٌ لكوردستان حرث حقول ذاكرتي ..
حينها ..تمنيت لو صُلِبَت ذاكرتي
في عالم النسيان ..
وأن لا يبقى منها سوى وجهُ اُمي
وملامحها السمحاء..
لتمتطي جواد أحلامي وحياتي
لترافقني بركاتها للنيل من هزائم تاريخ الغربة..
ومن طعناتٍ وخيباتٍ تلاحقني ..
لأعيش من جديد طفولتي التي لم أعشها،
وشبابي الذي انتحر في قلب الضجيج
والمعارك والهروب وتكدس الخوف
من المجهول !!
*** ***
في خريف العمر ..
لم اعد أكترث بالنهايات،
مادامت البدايات كانت سراجاً
اطفأه ريح الغدر،
رغم الاوجاع كانت الموصل
الغيمة البيضاء ..
منارة إمتزجت بخيالات الفقراء ..
وتبغ جدتي يحتفي به حي (المشاهدة)**
حكاياتها رحيقٌ لتاريخ الكورد
والجبل اسطورة نضالٍ للكوردايتي
شعب ..لا زال يغني ويكتب قصائد الحرية
رغم اُنوف اللصوص والانتهازيين
في ظل ناطحات السحاب !!
توسكانا اقليم ساحر في ايطاليا ومشهور بأشجار السرو والمدن العتيقة مثل جيرتالدو وسانيجيمينيانو وفلورنسا وسيينا.
محلة المشاهدة من أحياء مدينة الموصل العراقية القديمة والتي عاش فيها الشاعر طفولته وشبابه.