أكد رئيس المركز العربي الاسترالي للدراسات الاستراتيجية احمد الياسري أن إقرار مجلس النواب للقوانين بنظام السلة الواحدة نقطة ضعف له، واصفا البرلمان الحالي بالميت.
وقال الياسري خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن الدورة البرلمانية الحالية ميتة وليس فيها حركة، وقد انقضى عمرها بالانسدادات، مشيرا إلى أن العراق في الفترة الماضية لم يكن برلمانيا، بل كان هناك مجلس مصلحة لتشخيص النظام يديره الاطار التنسيقي، حسب تعبيره، لافتا إلى أنه لم يتم رصد فاعلية تطبيقية حقيقية للبرلمان الحالي، مشددا على أن التشريعات التي أقرها البرلمان كانت نتيجة توافق ونوع من أنواع المحاصصة السياسية.
أحمد الياسري: نظام السلة الواحد نقطة ضعف للبرلمان
وأضاف الياسري أن الموت السريري للبرلمان الحالي نشأ مع ظهور البرلمان فهو في بدايته شهد انسدادا سياسيا بشكل عام بين القوى السياسية الفاعلة، لافتا إلى غياب عملية التفاعل بين البرلمان والمجتمع في الدورة الحالية، مشيرا إلى أن الفشل السياسي ربما أوجد هذه الحالة من العلاقة بين البرلمان والشعب العراقي حيث لم تعد هناك رقابة شعبية على البرلمان وأدائه.
أحمد الياسري: هناك غضب شعبي في العراق
وانتقد الياسري اقرار القوانين بنظام السلة الواحدة، معتبرا ذلك دليلا على عدم فعالية البرلمان، لافتا إلى أن القوانين يجب ان تمس حياة المواطنين وان يتفاعلوا معها، مشددا على الحاجة إلى ديناميكية برلمانية عالية المستوى لتطبيق الدستور، مشيرا إلى أن عدم تطبيق مواد في الدستور يعود إلى الفشل في الدورات البرلمانية السابقة، وسيطرة المحاصصة الحزبية على آليات عمل البرلمان.
واشار الياسري إلى أن العراق في موقع المتأثر بالأحداث الخارجية وليس مؤثرا، لافتا إلى أن أي مواجهة أمريكية إيرانية ستكون على الأراضي العراقية، مشددا على أن البرلمان وعمله لا يتأثر بالأحداث الاقليمية والدولية، فالبرلمان كان معطلا حين اندلعت الحروب في المنطقة مؤخرا، مؤكدا ان البرلمان لم يتأثر بما يحصل في المنطقة ولم يؤثر في أحداثها.
أحمد الياسري: الفشل السياسي أثر على أداء البرلمان
وشدد الياسري على أن الرهان على البرلمان في رسم شكل المرحلة المقبلة صعب، لافتا إلى أن رهان العراق في المرحلة المقبلة سيكون على الشعب وليس البرلمان، مشيرا إلى أن التدافع الاستراتيجي في المنطقة خلق فضاء سياسيا جديدا في العراق واستحقاقات جديدة خاصة مع قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفا قدوم ترامب بالمرعب لأنه سيشدد العقوبات على إيران، وهذا سيتسبب بمشكلة الكهرباء في العراق لأن ملف الكهرباء جيوسياسي تتحكم به عدد من الدول الاقليمية، لافتا إلى أن القوى الخارجية هي التي سترسم ملامح المرحلة المقبلة في العراق وهي التي ستتحكم في تشكيل وجه هذه المرحلة، لافتا إلى أن مواقف ترامب ضد النفوذ الايراني قد تؤدي إلى زيادة المشاركة في الانتخابات العراقية، مع عودة التيار الصدري وظهور قوى مدنية جديدة، موضحا ان عودة هذه القوى قد تحدث الفارق في الانتخابات المقبلة، مشددا على أن هناك غضب شعبي في العراق وقد يترجم في الانتخابات المقبلة.