اعداد _ محمد البغدادي
تعرف “النهوة” العشائرية بأنها عرف قديم يقضي بمنع الفتاة من الزواج برجل غريب عن العشيرة، وبموجب هذا العرف فإن عم أو ابن عم الفتاة يمنعها من الزواج بشخص آخر غيره حتى لو بقيت من دون زواج مدى الحياة.
وعلى الرغم من أنها بدأت تنحسر الآن، لكنها لم تنته بشكل نهائي بسبب استمرار البعض بالتمسك بهذا العرف البالي، رغم التقدم الحاصل في جميع مجالات الحياة.
هناك سبب آخر يتمثل بوجود تصفية حسابات بين أهل المرأة وأحد أقاربها، فيقوم بتعطيل زواجها عبر النهوة، فضلا عن نهوة من نوع آخر تتمثل برغبة البعض بالحصول على أموال مقابل أن يسمحوا لقريبتهم بالزواج من شخص ليس من عائلتها، وهذا النوع من النهوة يكون سهل الحل عبر توسط شخصيات نافذة أو من خلال تقديم مبلغ من المال.
ونهوة أخرى فيها نوع من القبول بعض الشيء، يقدم عليها البعض ممن يريدون الوقوف مع بنت عشيرتهم غير المرغوب فيها من أبناء عمومتها أو أبناء عشيرتها، لذلك يقومون بالنهوة حتى يتبين للعشيرة الأخرى الراغبة بخطوبة الفتاة بأنها ليست فائضة عن الحاجة، وهذا النوع من النهوة سرعان ما يتنازل عنه أصحابه ويتم الزواج.
وترى الباحثة والناشطة دعاء غازي أن آلاف الفتيات ما زلن ضحايا النهوة خصوصا المناطق الجنوبية التي تحكمها العشائر، فهناك السلطة العشائرية هي الحاكمة والسلطة العليا (التنفيذية والتشريعية والقضائية) ويتم تزويج الفتيات بأبناء عمومتهن بغير رضاهن، ويتم اختيار الزوج لبعضهن وهن ما زلن في المهد أحيانا، فحين تولد الفتاة يقول رئيس العشيرة إن فلانة هذه لفلان ابن عمها ولا يحق لها مستقبلا أن تختار الزوج بكامل إرادتها وإن رفضت فمصيرها القتل.
قالت غازي عبر وسائل إعلامية تابعها المسرى ” الكثير من الفتيات ينتحرن بسبب إجبارهن على الزواج من أبناء عمومتهن والبعض الآخر منهن يلذن بالفرار رغم المخاطر على حياتهن التي تترتب على ذلك، وغيرها من الأمور التي تحدث هناك مثل ما يعرف بزواج الفصلية لحل مشكلة بين عشيرتين فيتم إعطاء فتاة لعشيرة أخرى للحصول على رضا العشيرة المقابلة، وزواج القاصرات وغيرها من الأمور” مبينة أن “المرأة العراقية ضحية العادات والسلطة العشائرية”.
فقهاء الدين
ومن وجهة النظر الدينية، تعتبر النهوة من السنن والعادات والتقاليد المخالفة للشرع الإسلامي، فالله سبحانه وتعالى لم يجعل على البنت ولاية إلا من أبيها أو جدها لأبيها، وأما العم أو ابن العم فلا ولاية لهما عليها أبداً، ولا يحق لهما تأخير زواج الفتاة من الشخص الذي ترضى به. لكن إذا رضيت الفتاة بابن عمها وكانت أخلاقه تتوافق مع الدين القويم هنا ينبغي لوليها تسهيل زواجهما، والابتعاد عن المشاحنات الجانبية التي قد تضر الطرفين، حسب الفقهاء.
نظرة المشرع العراقي قانونا
يشير الخبير القانوني علي التميمي إلى أن “مجلس القضاء الأعلى في العراق اعتبر أن النهوة العشائرية بحكم العمل الإرهابي وفق قرار مكافحة الإرهاب 13 لعام 2005، خاصة إذا اقترنت بالتهديد بالسلاح وباستخدام القوة”.
واعتبر التميمي في تصريح تابعه المسرى ، أن هناك حاجة ملحة لرصد الأسلحة التي تستخدم لهذا الغرض وسحبها “واقترحنا أن تقوم الدولة بشرائها مقابل مبالغ نقدية” موضحا أن سحب الأسلحة من الناس أمر ضروري جدا رغم صعوبة المهمة.
موجز العرف