بشير علي ـ المسرى
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تستعد سلطات إقليم كردستان لاستقبال أعداد قياسية من الزائرين، وسط توقعات رسمية بتوافد مئات الآلاف من السائحين المحليين والأجانب إلى مدن الإقليم، التي تشهد عادة إقبالاً كبيراً في مثل هذه المواسم.
وقال مسؤولون في هيئة السياحة بالإقليم إن التحضيرات اللوجستية والأمنية جارية على قدم وساق لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الوافدين، خاصة من المحافظات الوسطى والجنوبية من العراق، بالإضافة إلى زوار من دول الجوار، لا سيما إيران وتركيا.
وأضافوا، أن “الإقليم يتوقع استقبال أكثر من 300 ألف سائح خلال عطلة عيد الأضحى، بزيادة تتجاوز 20% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي”. وأرجع ذلك إلى “الاستقرار الأمني النسبي، وتحسن الخدمات الفندقية، بالإضافة إلى البرامج السياحية الترفيهية والثقافية التي تنظمها البلديات”.
وتعد محافظتا السليمانية و دهوك من أكثر الوجهات جذباً للسياح، بفضل طبيعتهما الجبلية الخلابة واعتدال درجات الحرارة صيفاً مقارنة ببقية مناطق العراق. كما تشهد مدينة السليمانية نشاطاً متزايداً في السياحة الثقافية، بفضل المتاحف والمعالم التاريخية، فضلاً عن الفعاليات الفنية والموسيقية.
وإلى جانب العامل الترفيهي، تشكل السياحة خلال الأعياد موسماً اقتصادياً مهماً للقطاع الخاص، حيث تنشط الفنادق والمطاعم وشركات النقل والسياحة الداخلية. ويأمل القائمون على هذا القطاع في أن تسهم الزيادة المتوقعة في أعداد السياح في تعويض بعض الخسائر التي لحقت بهم خلال سنوات التراجع.
وبحسب آخر البيانات الصادرة عن وزارة السياحة في حكومة الإقليم، استقبلت كردستان أكثر من 5 ملايين سائح خلال عام 2024، في مؤشر على تعافي القطاع واستعادته لدوره كمحرك اقتصادي محلي.
جاهزية البنية التحتية والفنادق
في السياق ذاته، أكد أصحاب فنادق ومراكز سياحية، أن نسبة الحجوزات خلال عطلة العيد بلغت أكثر من 85%، مع توقعات بالامتلاء الكامل خلال اليومين السابقين للعيد. وأشار بعضهم إلى وجود عروض خاصة للعائلات والزوار القادمين من المحافظات الأخرى، تشمل تخفيضات على الإقامة وتنظيم جولات سياحية إلى المناطق الجبلية والمنتجعات الطبيعية.
رؤية مستقبلية
ويسعى إقليم كردستان إلى تعزيز مكانه كوجهة سياحية على مدار العام، وليس فقط خلال المواسم والأعياد. وفي هذا الإطار، تعمل على تطوير البنى التحتية، وتحديث السياسات السياحية، وتقديم تسهيلات أكبر للمستثمرين في هذا القطاع.
ويأمل مسؤولو السياحة في أن تكون عطلة عيد الأضحى هذا العام بمثابة دفعة قوية لتعزيز صورة الإقليم كوجهة آمنة وجذابة، بما يسهم في إنعاش الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.