خانقين – خاص
رغم التهجير، والتغيير الديموغرافي، والهجمات الإرهابية، بقي موكب أهالي قرية مبارك في قضاء خانقين رمزاً للإصرار والوفاء لقيم عاشوراء، واستمراراً لتراثٍ حسيني عريق يعود إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.
تاريخ من العزاء المستمر
بحسب كبار السن من سكان القرية، فإن عادة “الزنجيل” لم تكن معروفة آنذاك، حيث كانت المواكب تُحيي ذكرى عاشوراء بـ”اللطم على الصدر”، وهو الأسلوب السائد آنذاك في التعبير عن الحزن والولاء لثورة الإمام الحسين (ع). وكان موكب أهالي القرية يتوجه كل عام في صباح يوم العاشر من محرم إلى الحسينية الكبيرة في خانقين، ليشارك في مراسم العزاء ويقدم واجب المواساة للعلامة السيد محمد شبر، وهي عادة لا تزال مستمرة حتى اليوم، حيث نجله السيد عباس شبر يستقبل مواكب المعزين التي تنطلق من ارجاء خانقين نحو الحسينية الكبيرة .
الرفض البعثي والتهجير القسري
لم يكن أهالي قرية مبارك بمنأى عن ظلم النظام البعثي، إذ كان موقفهم الرافض للديكتاتورية سبباً في انضمام شبابهم إلى الحركة الكوردية التحررية، ما أدى إلى استهداف القرية من قبل النظام عام 1975، وتهجير سكانها إلى وسط وجنوب العراق، وحتى إلى مناطقه الغربية.
لكن رغم هذا التهجير القسري، بقيت القرية حاضرة في ذاكرة أبنائها، وما أن انهار النظام عام 2003، حتى بادر الأهالي للعودة إلى قريتهم الأصلية، واستأنف العديد منهم الزراعة والحياة الطبيعية، فيما تولّى جيل الشباب – الذين لم يولدوا أصلاً في القرية – مسؤولية إحياء الموكب الحسيني من جديد.
عاشوراء في مواجهة الإرهاب
لم تسلم القرية حتى بعد عودتها من الهجمات الإرهابية، حيث تعرضت خلال سنوات متفرقة لهجمات متكررة، كان بعضها في أيام عاشوراء نفسها، ما أسفر عن استشهاد عدد من أبنائها. غير أن تلك التضحيات لم تُثنِ أهل القرية عن مواصلة إحياء ذكرى عاشوراء، ولم تضعف من عزيمتهم.
صوت لم يطلب تعويضاً