تغطية: هاوزين عبد الواحد – كويسنجق
إعداد وترجمة: كديانو عليكو
تعتبر مدينة كويسنجق من المدن الكردستانية العريقة وتقع شرق مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان، كما وتتميز تاريخياً بأهمية خاصة.
وبحسب الدراسات التي أجريت في السنوات الماضية، تم تسجيل خمسة وثمانين منزلاً أثرياً في مركز مدينة كويسنجق، تتوفر فيها شروط أن تكون أثرية والشروط تم تحديدها وفق قانون الآثار، وما لم يتم ترميمها فانها معرضة للزوال والاندثار.
يقول مدير آثار كويسنجق يكيتي وحيد للمسرى: “في مركز مدينة كويسنجق وعدا النواحي التابعة لها بحسب الدراسات التي أجريت في السنوات الماضية، تم تسجيل خمسة وثمانين منزلاً أثرياً في مركز المدينة، تتوفر فيها شروط أن تكون أثرية والشروط تم تحديدها وفق قانون الآثار سواء من حيث مساحة المنازل ومكوناتها وتصميمها، وكذلك تاريخها والتي لها أهمية خاصة عندما يتم تقييمها على أنها أماكن أثرية في المدن، في كردستان بشكل عام وفي مدينة كويسنجق بشكل خاص”.

واضاف، “المنازل الأثرية الخمسة والثمانيين ليست منازل عادية عند رؤيتها في المدينة وقسم منها عبارة عن قلاع مثل قلعة (قشلة) وبعضها مضافات كانت تلعب دور الفنادق الحالية في وقتها، وكذلك هناك الطاقات والمطاحن والكنائس والمساجد والقسم الأكبر منازل عادية، لكن مع الأسف، فإن المنازل الأثرية في كويسنجق، خاصة وبسبب مكوناتها التي عبارة عن الجص والحجر والتي تتميز بإمكانية امتصاصها للماء وإذا لم يتم ترميمها خلال سنوات أو كل سنة بسبب الكوارث الطبيعية أو غيرها، فإنها مهدد بالزوال وهذه من المعوقات الكبيرة التي نواجهها في مدينة كويسنجق، لأن القسم الأكبر من المنازل الأثرية تقع في الأحياء الأصيلة من المدينة مثل حي هواوان وقلات وغيرها والتي تعتبر حجر الأساس لكويسنجق وهذا يعني أن مدينة كويسنجق بًنيت في البداية على هذه الأحياء، ثم توسعت بعد ذلك من الاتجاهات الأربعة”.

وبين مدير آثار كويسنجق، ان “المنازل الأثرية الخمسة والثمانين في كويسنجق، تم ترميم أربعة منها فقط، ومع الأسف كان يجب أن يكون عددها أكبر بكثير من ذلك خلال السنوات الماضية بوجود الإمكانيات والميزانية وشراؤها من أصحابها وجعلها أماكن أثرية وتقييمها”.
واكد، ان “المنازل الأربعة هي للحاج مجيد وكمال الحاج مجيد والتي تم ترميمها على نفقة حكومة إقليم كردستان ووزارة البلديات وكذلك منزل الحاج طه والذي تم ترميمه على نفقة السيدة هيرو خان والمنزل الرابع هو لجميل آغا والذي يقع أيضاً في مركز مدينة كويسنجق وله مساحة كبيرة تقدر بأكثر من ألفي متر مربع، لكن لم يتم تعميره حتى الآن ونحن الآن بصدد تقييم المنزل والحصول على موافقة مالية، سواء من المنظمات اوالمؤسسات الحكومية او غير الحكومية من أجل ترميمها”.

وقال: “نعمل الآن في المنزل الخامس وهو منزل الملا الكبير لكويسنجق وهو منزل ومركز مهم ويجب ترميمه وتسميته باسم المديرية وتم الحصول على موافقة المديرية العامة للآثار ووزارة البلديات وهذا عمل صعب بسبب الازمة المالية ويكون العمل في المنزل على ثلاث مراحل وتكون المرحلة الاولى تنظيف المنزل ورمي المخلفات الزائدة التي تراكمت خلال السنوات الماضية وتم الانتهاء من هذه المرحلة ويتم العمل في المرحلة الثانية وهي إعادة بناء المنزل على نفس التصميم والمكونات والشكل”.

واوضح، “نتمنى ترميم منازل أخرى وهناك طموح كبير من أهالي كويسنجق بأن يتم ترميم العديد من المنازل الاثرية أو الأماكن الأثرية وجعلها مركزاً ثقافيا أو مركزاً تراثياً أو معرضاً أو مكاناً تراثياً للاستفادة منها”.
واشار الى ان “وجود مكونات المنازل التراثية والتي هي الجص والحجر، كان وقتها من السهولة الحصول عليها وكذلك إرسالها إلى المدن الأخرى، لكن مع الأسف لم يعد هناك أي انتاج للجص، لأن مكونات المنازل الأثرية المبنية من الجص والحجر بحاجة إلى إدامة وترميم والمحافظة عليها والإشراف عليها من قبل أصحابها وأن القسم الأكبر من المنازل الأثرية في الأحياء خالية من أصحابها ولم يعد هناك أي وجود لأصحابها الأصليين في كويسنجق وأن ترميمها من قبل الأجيال الجديدة من أصحابها مَهمة صعبة، لأن هناك شروط خاصة من أجل ترميم المنازل الاثرية”.

وشكر يكيتي وحيد “أصحاب البيوت الاثرية في مدينة كويسنجق، لأن القسم الأكبر منهم يهتمون حتى الآن بمنازلهم الأثرية والتاريخية والتي تربوا وكبروا فيها”. “نقوم باستمرار بزيارتهم ويقومون بزيارتنا ويسألون عن الموافقات من أجل ترميم منازلهم التراثية ويقومون بحماية منازلهم في فصل الشتاء من خلال تغطيها بمادة النايلون”. “نطلب من المنظمات الحكومية وغير الحكومية والجامعات المحلية والأجنبية عن طريق التنسيق ووكذلك الشخصيات المعروفة في كردستان وخارجها من أجل ترميم المنازل التراثية او الأحياء التراثية وجعلها مناطق أثرية لاستقطاب العديد من السياح والضيوف الى المنطقة من داخل وخارج كردستان وجعل تلك المنازل والأمكنة متاحف تراثية”.

واردف، “المنازل الأثرية بشكل عام يعود تاريخ بناء القسم الأكبر منها من خمسين عاماً إلى أربعمائة عام، لأن الجص والحجر لا يصمدان كثيراً، لكن كمثال هناك منازل عمرها مائتان وخمسين عاماً او ثلاثمائة وخمسين عاماً، لكن القسم الأكبر من هذه المنازل الباقية حتى الآن عمرها بين مائة إلى مائة وخمسين عاماً”.


