المسرى … تقرير: فؤاد عبد الله
لا يزال الشارع العراقي منشغلاً بنتائج الانتخابات، بين فائز يراها من أكثر الاستحقاقات الانتخابية التي شهدها العراق نزاهةً منذ 2003، وآخر يصفها بالمزورة، تمت فيها عمليات سرقة ممنهجة لأصوات صحيحة، والتلاعب بنتائجها، وبين هذا وذاك هناك كثيرون يخشون من أن يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية، وخلق فوضى داخلية، في وقت هو فيه بأمس الحاجة إلى الاستقرار والأمن، وطي صفحة الحروب والانتكاسات.
لا تغيير في نتائج الانتخابات
وبين هذين التوجهين يرى البعض أن ما يحدث في العراق لا يغير شيئا من نتائج الانتخابات وأن الذي يشهده الشارع هو ضغط سياسي ليس إلا.
فقد تحدث المحلل السياسي أحمد الهركي لـ( المسرى) قائلاً إن “ما يحدث الآن في العراق لا يغير شيئاً في نتائج الانتخابات، حتى وإن زاد أونقص مقعد أو مقعدين من الكتل الفائزة أو الخاسرة، لذا فإن ما يجرى في الشارع، هو ضغط سياسي فقط، من أجل رضوخ الطرف الآخر لمطالبه وبالعكس” مبيناً أن “مبدأ الأغلبية الوطنية هي نفسها التوافقية، ولكن بعنوان وصورة أخرى، لأنه بالنتيجة لا أحد يستطيع تشكيل حكومة بدون التوافق الداخلي الشيعي والكوردي والسني “.
الأغلبية لا تخلو من الخطورة
ويرى الهركي أن “سيناريو الأغلبية الوطنية بحد ذاتها لا يخلو من الخطورة وربما لا يكتب لها النجاح، وذلك بسبب التدخلات الإقليمية والفصائل المسلحة للإطار التنسيقي والشارع الذي لم تشارك غالبيته في الانتخابات لعدم ثقتها بالعملية السياسية العراقية برمتها”، موضحا أن “الأغلبية الوطنية في هذه المرحلة لا تخدم العراق، رغم كونها عملية ديمقراطية، ولكن إذا أردنا تجنيب البلاد الفوضى وإراقة الدماء، فلا بد من التقارب والتوافق، في تشكيل الحكومة القادمة، خدمة للمصلحة الوطنية”.
غموض في المشهد
وفي المقابل هناك من يعتقد أن هناك تراجعا من قبل المفوضية الانتخابية عن التمسك بمطابقة النتائج غير أن هذا التغيير في النتائج ليس كبيرا.
وقال المحلل السياسي واثق الجابري إن “ملامح المشهد السياسي العراقي غير واضحة لحد الآن، حيث من جملة النتائج والاعتراضات، مفوضية الانتخابات بدأت بالتراجع نوعا ما عن تمسكها بمطابقة النتائج 100%، ولكن هذا التغيير بالنتائج ليس كبيراً “، لافتا أنه “في ضوء النتائج الأولية المعلنة، يبدو أن القوى السياسية لا تستطيع بمفردها أن تذهب وتقوم ببناء كتلة أكبر ومن ثم تشكل الحكومة،وبالتالي تجبر القوى الباقية على الذهاب للمعارضة البرلمانية”.
نهاية الأمر” التوافق”
الجابري أوضح لـ( المسرى) أن ” القوى الرئيسية الموجودة في المشهد السياسي ستعود بالنهاية إلى التوافق، وفقاً للمبادرات التي تطرح للحفاظ على السلم الأهلي والعملية السياسية في البلاد، أبرزها مبادرة السيد ( عمار الحكيم)،إضافة إلى الاجتماعات المتواصلة بين االقوى السياسية من جهة والحكومية ورئاسة الجهورية والقضاء الأعلى من جهة أخرى، بهدف تقريب وجهات النظر وحسم الخلافات وإنهاء الأزمة بين الفرقاء السياسيين”.
استقواء على الآخر
يبدو جلياً ممَّا يحدث الآن على الشارع العراقي من تجاذبات وأوضاع ساسية شبه مضطربة، أن كل طرف يريد الإستقواء على الطرف الآخر إما بما حصل عليه من أصوات في الانتخابات أو بالإعتماد على إثارة الشارع والسلاح، ناسين أن الحكومة لا تتشكل إلا بالتحالف أو التقارب فيما بينها، وبخلافه لا أحد يعلم كيف سيكون مصير العراق القادم؟