المسرى…. تقرير: فؤاد عبد الله
يشغل الانسحاب الامريكي من العراق هذه الأيام الأوساط العراقية، ويدور الحديث عن كيفية اتمام العملية، والتفاصيل المتعلقة بها، والموقف الحكومي العراقي وكذلك الأطراف السياسية منها، يأتي ذلك في وقت نفت قيادة العمليات المشتركة العراقية أي تمديد لموعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وأكد المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي في تصريحات صحافية أن موعد خروج القوات القتالية من العراق في 31 كانون الأول القادم، موعد ثابت ولا تغيير فيه.
لا انسحاب حاليا
ويرى خبراء عسكريون أنه لا وجود الآن لانسحاب أمريكي من العراق نظرا لأن القتال ضد تنظيم داعش لم ينته تماما.
ويقول المستشار العسكري السابق صفاء الأعسم لـ ( المسرى) أنه ” لا يوجد في الوقت الحالي أي انسحاب للقوات الأميركية من العراق، وذلك بسبب ان وجودهم وقوات التحالف في البلاد جاء وفق الاتفاق الإستراتيجي مع العراق، بقصد إنهاء القتال مع عناصر داعش الإرهابي”، مبيناً أن ” القتال مع داعش في الوقت الحالي، هو قتال أمني و أستخباري، أضف إلى ذلك أن وجودهم في العراق هو وفق طلب من الحكومة العراقية بذلك”.
الانسحاب ليس في صالح الولايات المتحدة
وأوضح الأعسم أن ” الأهم في الموضوع الآن، وهو وجود مفاوضات على مستوى اللجان بين الجانبين، لم تتحقق نتائجها لحد اللحظة، وبالتأكيد يحتاج إلى وقت”، لافتاً إلى أن “الانسحاب الأميركي في الوقت الحالي من العراق، لا يصب في مصلحتها، لأنه كما نرى أن داعش بدأ ينشط بقوة من جديد داخل العراق”.
الجدية في انهاء التواجد
وأكد أيضاً أن “الانسحاب بمجله يتعلق بالطلب العراقي لإنهاء التواجد الأجنبي على أراضيه، ولحد الآن لم تكن هناك جدية حقيقية من مسألة انهاء تواجد القوات الأجنبية، لأن عمر الاتفاقية ثلاث سنوات، ولم تنته تلك المدة بعد”.
التواجد بصيغة قانونية
ويرى البعض أن أي تواجد أجنبي في العراقي يجب أن يكون تحت مظلة قانونية وبخلافه فهو احتلال.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد والمتخصص في الشؤون الدولية،الدكتور حازم الشمري لـ( المسرى) إن ” أي تواجد أجنبي على الأرضي العراقية يجب أن يكون، إما بصيغة قانونية أو بخلافه، الغير قانونية، هي احتلال، فعلى سبيل المثال تواجد القوات التركية في الارضي العراقية وتحديداً في إقليم كوردستان وبعمق 103 كيلومتروبأكثر من 30 قاعدة عسكرية، هذا يسمى احتلال، وهي تدعي انها دخلت العراق وفق تفاهمات مع الحكومات السابقة، ولكن لا يوجد لحد اللحظة بيان رسمي من الخارجية العراقية بصحة تلك الأقاويل أو بطلانها”.
علاقة استشارية بين الجانبين
وأوضح تحسين الخفاجي أن العلاقة بين العراق والولايات المتحدة بعد خروج القوات القتالية ستكون علاقة استشارية في مجالات التدريب والتسليح والمعلومات الاستخباراتية والأمنية ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وهذا ما أكده المتحدث باسم التحالف الدولي، جويل هاربر حين قال إن “دور التحالف الدولي في العراق سينتقل من العمليات القتالية إلى دور الاستشارة والمساعدة والتدريب”.
البقاء حسب الطلب
وعن القوات الأميركية، أكد حازم الشمري أن “عودة تلك القوات إلى العراق بعد انسحابها منه عام 2011 ، جاء بطلب من الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي رئيس الوزراء آنذاك، حين احتل داعش المحافظات العراقية عام 2014، ودعا المجتمع الدولي للتعاون العسكري مع العراق لإخراج تلك المجاميع الإرهابية من الأراضي العراقية، فما لبث أن لبى المجتمع الدولي وعلى رأسهم أميركا الدعوة، ودخلوا العراق مجدداً عسكريا ولوجستيا ولحد اللحظة”.
داعش مازال نشطا في العراق
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد أنه “اذا طلبت الحكومة العراقية من الجانب الاميركي الانسحاب من اراضيها وتكون قادرة على مسك الارض والدفاع عن أراضيها وسيادة البلاد والدولة وشعبها ونظامها، فبالتأكيد الجانب الأميركي سيذعن لذلك الأمر، وتجلي قواتها من العراق، منوهاً أن ” التقارير الأمنية الحالية تؤكد أن التنظيم الإرهابي المتطرف داعش لازال نشطا في العراق وسوريا، والقوات العراقية بكل صنوفها لها ستراتيجية واضحة للقضاء عليها وإنهائها”.
قدرة القوات العراقية
ولكن اذا انسحبت القوات الاميركية وقوات التحالف من العراق، هل ستكون القوات العراقية وحدها كافية وقادرة على محارية القوى الظلامية؟ أم أن العراق سيستعين مرة أخرى بقوات أجنبية؟ وما الفراغ الأمني الذي سيحدث في العراق؟ وما تداعياته على المشهد السياسي والأمني والمجتمعي، لأن العراق لدية تجربة مريرة في العام 2014 في نينوى والانبار وصلاح الدين ومناطق أخرى في العراق، وما انسحاب القوات الأميركية من العراق إلا مسألة توقيتات وفق الإطار الاستراتيجي بين البلدين، والذي يعتمد أولاً وأخيراً على طلب الحكومة العراقية.