المسرى :
تقرير : وفاء غانم
على مدى 18 عاما فشلت الحكومات العراقية المتعاقبة في العراق في ادارة ملف الكهرباء ,رغم المليارات التي تنفق على هذا القطاع,حيث تعهدت الحكومات السابقة والحالية بالعمل على حل أزمة الكهرباء في وعود تكررت على مسامع العراقيين ، لكن يبدو أن وعود القائمين على إدارة البلاد تذهب ادراجها الرياح بمجرد الوفاء بها .بحسب مراقبين
لاجديد يطفو على السطح
ويشكو الاهالي من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي, بل وفقدو الامل في تحسين واقع الكهرباء في البلد , فعلى مدى السنوات السابقة لم يشهد الكهرباء تحسنا ولو بنسبة قليلة رغم الوعود الكثيرة لتحسينها فلاجديد يطفو على السطح .
وينتج العراق 19 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألف ميجاوات، وفقا لمسؤولين في القطاع.
وفي 5 سبتمبر/أيلول، وقعت وزارة النفط العراقية عقداً مع شركة “توتال إينرجي” الفرنسية بقيمة 27 مليار دولار، لتنفيذ أربعة مشاريع في مجال الغاز والطاقة الكهربائية عبر تشييد محطات شمسية بطاقة ألف ميجاوات.
ويجري العراق مباحثات مع دول خليجية على رأسها السعودية، لاستيراد الكهرباء عبر ربط منظمتها مع منظومة الخليج.
ضبابية المشهد المالي
وتضاربت التصريحات بشأن حجم الأموال التي أنفقتها الحكومات العراقية على منظومة الطاقة الكهربائية بعد عام 2003 لكن تصريحات أعضاء في لجنتي الطاقة والنزاهة النيابيتين تشير إلى حصر قيمة تلك المبالغ بين 60-80 مليار دولار
ويعود سبب ضياع تلك الأموال إلى شبهات الفساد التي رافقت عملية صرفها. بحسب سياسيين وبرلمانيين
وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، قالت لجنة برلمانية تم تشكيلها للتحقيق في أزمة انقطاع الكهرباء، إنه أُنفق 81 مليار دولار (68 مليار يورو) على قطاع الكهرباء في العراق منذ 2005.
وفقاً لوزارة الكهرباء العراقية ،لا ينتج العراق أي طاقات متجددة حالياً.
هجمات متفرقة
وفي السياق اعلنت الأجهزة الحكومية العراقية في وقت سابق تعرض شبكة الكهرباء الوطنية العراقية لعشرات الهجمات المتفرقة، والتي ادت الى خروج أكثر من 60 خطا رئيسيا عن الخدمة تماما, وأغلب الهجمات التي حدثت في مناطق صحراوية و مناطق نائية.
وبحسب مصادر اعلامية فان اكثر من 70 برجا لخطوط الضغط العالي للكهرباء تعرض للتخريب .
اعتماد على دول الجواروديون متراكمة
وعلى مدى السنوات الماضية، اعتمد العراق على إيران في إمدادات الكهرباء، باستيراد 1200 ميجاوات وكذلك وقود الغاز لتغذية التوليد المحلية,
ولم يتمكن فيها من تشييد بنية تحتية تلبي احتياجات البلاد.
وبذلك تراكمت ديونا إيرانية على العراق قدرت بحوالي أربعة مليارات دولار، إذ يستورد العراق يوميا قرابة 1.7 مليار قدم مكعب من الغاز من إيران، ، وتبلغ حاجة العراق من الكهرباء 30 غيغاواط، تملك أكثر من ثلثيه، وتستورد الباقي. بحسب خبراءومعنيين
وفي سبتمبر/أيلول الجاري، أعلنت وزارة الكهرباء فقدان 5.5 آلاف ميغاوات من الطاقة الكهربائية بسبب خفض كميات الغاز الإيراني التي تبلغ في بعض محطات الإنتاج 41 مليون متر مكعب يوميا.
تحد قديم متجدد
وقالت وزارة الكهرباء في بيان لها إن منظومة الكهرباء الوطنية تعرضت لتحد قديم متجدد متمثل في انحسار إطلاقات الغاز الإيراني المورد لمحطات الإنتاج في المناطق الوسطى والجنوبية، من 49 مليون متر مكعب يوميا إلى 12 مليون متر مكعب.
وأعلنت أن تأثير هذا الانحسار كان مركزا على محافظات الوسط والجنوب.
ويرى مراقبون ان استيراد الغاز الإيراني سيمتد إلى 10 سنوات قادمة على الأقل، مع عدم وجود بدائل فورية لتعويضه، وحاجة العراق المتزايدة للكهرباء.
محطات كهربائية داخل ايران لتزويد العراق
واعلنت وزارة الكهرباء العراقية عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع إيران على تخصيص محطات توليدية داخل الأراضي الإيرانية تتولى مهمة إنتاج الكهرباء وتصديرها إلى العراق حصراً، في محاولة للحد من أزمة نقص التيار الكهربائي التي يعاني منها العراق على مدى سنوات .بحسب المتحدث باسم وزارة الكهرباء احمد موسى
لا فائدة من زيادة توليد الكهرب
فقدت شبكة نقل الكهرباء في العراق مايقارب ال 50 %من طاقتها لأسباب تقنية واخرى تتعلق بلفساد والسرقة ، فيما يعد هذا النقص من أعلى المعدلات في العالم. وفي هذا الصدد، يؤكد الخبراء الدوليون على أن وقف هذه الخسارة يعد أمرا حاسما لأنه في ظل ذلك. بحسب وسائل الاعلام
وانفق العراقييون ما يقرب من أربعة مليارات دولار على مولدات الطاقة الخاصة بهم في عام 2018 . بحسب دراسة أجريت على قطاع الكهرباء ونشرت في أكتوبر/ تشرين أول.
وينتج العراق 19 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألف ميجاوات، وفقا لمسؤولين في القطاع.
حلول خجولة
وسعت الحكومة العراقية الى ايجاد حل لأزمة الكهرباء، حيث عمدت إلى تنويع مصادر تزويد الطاقة من دول الجوار, والتي وصفها المراقبون بلغير المنطقية والخجولة.
وتطمحت لتوليد كميات إضافية من الكهرباء تقدر بـ7500 ميغاوات من الطاقة النظيفة، خاصة بالاعتماد على الطاقة الشمسية. وفي هذا الإطار أبرمت بغداد تفاهمات مع شركات كبرى من فرنسا والصين والسعودية والإمارات.
واستثمرت دول مثل المغرب والإمارات العربية المتحدة وحتى الأردن ومصر على نحو واسع في بناء مشاريع للطاقات المتجددة ونجحت فيها
ووقعت الحكومة عقدين، أحدهما مع شركة “بور شاينا” (Power China)، والآخر مع شركة “توتال” (Total) الفرنسية لإنتاج 3 آلاف ميغاوات.
وفي السياق تكلم المتحدث باسم وزارة الكهرباء عن إكمال جميع الإجراءات المتعلقة بمشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج، مشيرا إلى إنجاز 87% من التفاهمات التي طرحت بين العراق ودول الخليج حول الربط الكهربائي
لفت موسى إلى أنه لم يتبق من مشروع الربط الخليجي مع العراق سوى توقيع مذكرة تنفيذ الخط الناقل الذي يربط محطة الفاو العراقية بمحطة الزور الكويتية.
وأضاف أن “سعة الربط الكهربائي في مرحلته الأولى ستكون بنسبة 500 ميغاوات، ستنقل إلى محافظة البصرة في صيف عام 2022”.وفق قوله
ووقعت الحكومة العراقية عقوداً لإنتاج 1000 ميغاوات من الطاقة الشمسية في عام 2018، ليصل الإنتاج إلى نحو 2000 ميغاوات بحلول العام2025.
الى ذلك أعلن وزير النفط إحسان عبد الجبار، في وقت سابق ، إن بلاده تعاقدت مع شركات أجنبية لإنتاج نحو 2500 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، عبر بناء محطات شمسية، من أصل 10 آلاف ميجاوات مخطط الوصول إليها حتى عام 2030
وقال عبد الجبار في تغريدة له على حسابه في “تويتر”، “فخورون بتحقيق هذا الإنجاز وبهذه المدة القصيرة من عمر الحكومة، وقعنا العقد رقم 3 للطاقة الشمسية مع (ائتلاف شركات) سكاتك بعد توتال ومصدر”.
وأضاف الوزير العراقي إن “باكمال المشاريع الثلاث سيكون العراق قد حقق 25 بالمائة من طموحه لعام 2030، الذي يستهدف إنتاج 10 آلاف ميجاوات من الطاقة الشمسية”.
حلول لاتناسب مع الواقع الصعب
وفي تصريحات صحفية رأى اقتصاديون ,ان استغلال الطاقة الشمسية وتنويع مصادر الغاز الطبيعي المشغل للمولدات الكهربائية، حلٌ مناسب في العراق لانها تعتمد على مصادر متوفرة فيه.
فيما اعتبرها اخرون حل مجازي ولا يتلاءم مع الواقع الصعب الذي يمر به العراق واصفينها ب”الغير الواقعية” وان الحكومة تريد من خلالها أن تقدم إنجازا شكليا فقط يصعب تحقيقه على أرض الواقع المتعثر في العراق.
في خطوة للاعتماد على الطاقة النظيفة والاستغناء عن التيار الكهربائي نجحت جامعة سامراء في انتاج الطاقة الشمسية.