المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
أبدى المواطنون العراقيون، وبالأخص أبناء المحافظات الجنوبية في البصرة وذي قار وميسان والمثنى امتعاضاً شديداً من سوء الأوضاع في البلاد، ، وتحديداً ما يتعلق بالانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي، في ظل ارتفاع درجات الحرارة ووصولها إلى نصف الغليان، يرافقها ارتفاع في نسبة الرطوبة، مطالبين في الوقت ذاته الحكومتين المحلية والاتحادية بإيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء المستمرة منذ سنين وتجدد مع كل فصل صيف.
الحر القاتل
استطلعت قناة المسرى آراء الشارع البصري، لتتعرف عن قرب على معاناتهم في فصل الحر، ومدى قلة أو نقص ساعات تجهيزهم بالطاقة الكهربائية، فتحدث أحد المواطنين قائلاً” أصبحت القطوعات لا تنحصر على ساعات التجهيز واختلافها من منطقة أو حي إلى آخر، وإنما وصلت حد إنقطاع التيار الكهربائي عن المحافظة كاملة ودون استثناء، في البصرة وميسان وغيرها، وهذا أمر غريب لم يحصل سابقاً”، مبيناً أن ” المأساة وصلت حد وفات عدة أطفال بسبب غرقهم في المياه، عندما ذهبوا للسباحة من أجل التخفيف عن أنفسهم ولو قليلاً من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة ونقص الكهرباء”.
النوم على الشارع
وأشار مواطن آخر من أهالي محافظة البصرة لـ( المسرى) إلى أنه ” بسبب انعدام التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة، وصل الأمر بالنساء والأطفال إلى النوم على الشوارع والأزقة في الليل، وهذا أمر لم يحصل سابقاً، أمر يفطر القلب وتدمع له العيون”، منتقداً الحكومة لما آلت إليه الأوضاع في المحافظة، ومحملة إياها كل ما يحصل في البصرة من معاناة وسوء للأحوال المعيشية والحياتية”.
أما في محافظة ذي قار، فخرجت تظاهرات من قبل أهالي المحافظة، تطالب الحكومة المحلية والمركزية، بزيادة ساعات التجهيز وحل مشكلة الكهرباء، ومتوعدين بخطوات تصعيدية بحال عدم تنفيذ مطالبهم.
تظاهرات منددة
وفي هذا السياق يقول المواطن من اهالي محافظة ذي قار سيد جاسم لـ( المسرى) إننا” خرجنا اليوم لنطالب بحقوقنا، ونتحدى الحكومة ونواب البرلمان والجهات المعنية بتصعيد المواقف إذا لم تحل هذه المعضلة، لأن لدينا عوائل وأطفال وكبار السن في البيت ولا يتحملوا هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وسط نقص أو انعدام الطاقة الكهربائية”.
بؤس وحرمان المواطنين
ومن جهته يقول المواطن ضرغام الحسيناوي لـ( المسرى) إننا ” كمواطنين نناشد المسؤولين العراقيين كافة، بالإسراع بحل مشكلة الكهرباء وانقطاعها، متسائلاً عن الفرق بين أبناء المسؤولين الذين يعيشون في رغد ورفاهية وأبناء المواطنين العاديين الذين يعيشون في معاناة وبؤس وحرمان”، مؤكداً أنهم كمحتجين بانتظار رد من المعنيين في الحكومة المحلية والاتحادية، بخصوص الرسالة التي أوصلناها إليهم حول الإسراع بحل مشكلة الكهرباء وزيادة ساعات التجهيز”.
أزمة بعد أزمة
تكاد المشاكل لا تفارق المواطن العراقي، لم تنتهي بعد أزمة الانسداد السياسي المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر، لتبرز أزمة جديدة متمثلة بالانطفاء تام لمنظومة شبكة الطاقة الوطنية في المحافظات الجنوبية، وتعزو وزارة الكهرباء من جهتها السبب إلى التجاوزعلى المنظومة الوطنية بشكل كبير.