المسرى .. متابعات
محمد البغدادي ..
العراق بلد المصائف والانهار بلاد ما بين النهرين قديم الكنائس والمساجد والمعابد يزهدي بجباله وسهوله وتراثه الغني بالمعارف والاثار تعود لسبعة الاف سنة ، تحت كل قدم ارث تاريخي وحضارة وممالك عاد مهملا في قطاعه السياحي منذ اربعة عقود نتيجة الحروب والاهمال المتعمد ، فيما يرى مختصون ضرورة اعادة الوجه الحضاري للبلاد من خلال العمل على تأهيل متاحفه والامكنة ذات الطابع الاثري لتعود قبلة للسائحين.

وكبارقة امل مشع ساهمت بطولة خليجي 25 والتي اقيمت في محافظة البصرة جنوب بتوجيه الانظار نحو المناطق السياحية في بلاد الرافدين، وعكست صورة جميلة عن واقع المحافظات الجنوبية وخاصة أهوار ذي قار، وما تمتاز به من مناطق مميزة وأثرية أخرى، وفيما تتوجه هذه المحافظات بحسب مسؤولين فيها لانشاء وتطوير مرافق سياحية جديدة، أكد متخصصون أن السياحة مورد اقتصادي مهم ومحفز للكثير من النشاطات الاخرى.
المتحدث باسم محافظة ذي قار ماجد السفاح يقول في تصريح ، انه “نتيجة توافد اعداد كثيرة من السائحين لجنوب العراق للاطلاع على الاثار وزيارة الاهوار فقد صار الاهتمام الان من قبل الحكومة المحلية بمساعدة صندوق الاعمار وامانة مجلس الوزراء ومحافظ ذي قار لاتمام الاعمال باسرع ما يمكن في المدينة السياحية التابعة لاثار اور والتي تضم مسارح من ضمنها مسرح مبني بشكل مشابه للمسرح الروماني اضافة الى مرافق سياحية اخرى وفنادق”.

ويضيف “يجري العمل ايضا لانشاء كنيسة والتي تبرع بها احد المسيحيين وتضم قاعة كبيرة وقاعات لاقامة القداس كما تم افتتاح المرحلة الاولى للحديقة البيئية في اهوار الجبايش اضافة الى مدينة سياحية على الفرات بالضبط تحديدا في الجزء الجنوبي من الجبايش المطل على الفرات”.

ويتابع السفاح “فيما يتعلق بالاهوار ليس لدينا مشروع قائم يستقبل الوافدين ما عدا مشاريع ذاتية قام بها بعض المواطنين لاستقبال السائحين، وهذا انعكس بشكل ايجابي على الدخل الفردي للمواطن الاهواري” مبينا ان “هناك نية حكومية لاعطاء بعض الفرص الاستثمارية لانشاء بعض الفنادق لان الموجودة حاليا لا تكفي لعدد السائحين خصوصا في ايام الربيع”.
وتعد الاهوار من أبرز المناطق السياحية في جنوب العراق، وشهدت مؤخرا توافدا كبيرا من قبل السائحين الأجانب، وانتشرت عشرات الفيديوات لسائحين وهم يتجولون في الأهوار بواسطة “المشحوف”، فضلا عن سباحة بعضهم في مياهها.

الى ذلك يؤكد معاون محافظ البصرة حسن النجار، أن مستقبل المحافظة زاهر وزاخر بالمشاريع الكبيرة ذات الطابع السياحي.
ويقول النجار ، إن “مستقبل البصرة زاهر وزاخر بالمشاريع الكبيرة ذات الطابع السياحي لأن ميناء البصرة مرسى لاستقبال جميع الجنسيات والوفود، تارة في قضايا النفط واخرى بقضايا الموانئ واخرى بقضايا السياحة”.

ويضيف، أن “البصرة قبل بطولة خليجي 25 تختلف عن بعدها وأن الوفود التي زارت المحافظة خلال فترة البطولة ابدت استعدادها بان تأتي بمشاريع استثمارية ذات طابع سياحي لما وجدوه في البصرة من اماكن سياحية سواء ما يتعلق بشط العرب و بشمالها وبجنوبها”.
ويشير الى، أن “البصرة اليوم هي قبلة للعراق اولا وللدول العربية الشقيقة والصديقة ودول الاقليم ثانيا وهناك نية لدى الحكومة المحلية لإنشاء مشروع استثماري كبير متعلق باحدى الجزر القريبة من خور الزبير وبقضاء الزبير”.

وتعتبر السياحة من احد الموارد الاقتصادية المهمة خاصة وانها المدخل الوحيد للكثير من دول العالم التي تعتمد على السياحة بالدرجة الاساس حيث تسهم في ادخال العملات الصعبة في اي دولة تنشط بها.
هذا ويرى المنسق السياحي سجاد حسن خلال حديث صحفي ، انه “منذ العام 2020 وبعد منح تسهيلات بالدخول للعراق فان السياحة العراقية بدأت تنتعش وكانت الواجهات الرئيسية للسواح سواء الاجانب والعرب نحو الاهوار ومدينة اور”.

ويبين ان “اكثر الجنسيات التي تزور العراق من ايطاليا و امريكا والمانيا فهذه اكثر ثلاث جنسيات حضوراً بالعراق” لافتا الى ان ” المناطق الاثرية ومنها اور هي الوجه الاساسي للسواح وامروك في السماوة بالاضافة الى بابل وسامراء وهي اربعة وجهات رئيسية للاثار داخل العراق والسياحة الاثرية بالاضافة للسياحة الدينية كربلاء والنجف وهي ايضا من الوجهات الاساسية للاجانب والتي عبروا هن انبهارهم بها”.

الخبير الاقتصادي احمد صدام بين ان “القطاع السياحي ممكن ان يكون مورد اقتصادي مهم ولكن ذلك يتطلب تهيئة البنى التحتية اللازمة وتهيئة برامج الجذب والبيئة المناسبة كما انه ممكن ان يحفز نشاطات اقتصادية اخرى لا سيما مثلا مطاعم والفنادق وايضا يحسن حركة النقل اذا ما افترضنا وجود حركة سياحية كبيرة كل ذلك يمثل فرص عمل كبيرة في هذه الاماكن”.
ويتابع “امارة دبي في العام 2022 حققت ما يقارب 29 مليار ونصف المليار دولار فقط من ايرادات السياحة في امارة واحدة وهذا كله بفضل السياسات الاقتصادية الناجحة واذا ما اخذنا واقع الاقتصاد العراقي توجد فيه عدة منافذ سياحية مختلفة من سياحة دينية وسياحة اثرية وسياحة طبيعية مثلا كل ذلك ممكن ان ينعكس على واقع الاقتصاد بشكل كبير ولكن هذا يتطلب توجه السياسة الاقتصادية نحو تهيئة القطاعات اللازمة وبرامج الجذب”.

ويشير الى ان “قطاع السياحة ممكن ان يحفز حتى صناعات حرفية مختلفة والتي تهم وتتعلق بثقافة البلد وهذا يعني خلق فرص عمل جديدة بسبب قطاع السياحة وبالتالي اليوم المناطق الموجودة الاثرية في العراق تحتاج الى الكثير من الاهتمام” مستدركا ان “قطاع السياحة ايضا يساهم في انتقال للاموال ودخول للدولارات بدلا من الاعتماد فقط على الايرادات النفطية حيث ان السائد الواحد قد يصل معدل صرفه الى نحول الف دولار خلال مدة تصل لـ10 ايام”.
السياحة في العراق هي واحدة من أصعب التجارب السياحية، بسبب اعتبارها من بين الوجهات السياحية الأكثر عدم الأمان. ويعود السبب في ذلك إلى تعرضها للحروب والصراعات الخارجية والداخلية. وعلى الرغم من ذلك، هي مكان غني بمواردها السياحية المختلفة، مثل الآثار التاريخية العريقة والثقافات المتنوعة، بالإضافة إلى جمال طبيعتها الفريدة والتراثية. العربي الأصيل. التي تقدمها العراق للزوار، يمكنهم الاستمتاع بتجارب سياحية مميزة، والاستكشاف الحضارة العراقية القديمة وزيارة الآثار العُثمانية والمساجد العريقة.
لتحقيق تطوير صناعة السياحة في العراق، ينبغي على الحكومة والقطاع الخاص التركيز على العديد من الجوانب المهمة. على سبيل المثال، يمكن تحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات السياحية في العديد من المواقع السياحية المهمة. يمكن أيضاً تنظيم جولات سياحية وعروض تقديمية لعرض الثقافة والتاريخ العراقي على الزوار الأجانب. وينبغي كذلك توفير التدريب والتأهيل المناسب للعاملين في القطاع السياحي، بما في ذلك السائقين والمرشدين السياحيين والعاملين في الفنادق.
وتعاني العديد من المواقع السياحية في العراق من ضعف البنية التحتية السياحية، بما في ذلك توفير الخدمات السياحية والإعلامية والتسهيلات اللازمة للزوار. قلة الترويج: يعاني السياحة في العراق من قلة الترويج للمواقع السياحية والثقافية المتاحة في البلد، وهو ما يؤدي إلى عدم وصول المعلومات الكافية عن البلد إلى الزوار الذين يرغبون في زيارته.



