أنطلق المؤتمر السنوي لـ(اليوم الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة) بنسخته الـ 15 في مكتب رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم ببغداد.
وحضر المؤتمر الرئاسات الثلاث ورئيس مجلس القضاء الاعلى والمبعوثة الاممية جينين بلاسخارت وحشد من ممثلي البعثات العربية والاجنبية.
وفي هذا السياق قال السيد الحكيم في كلمته في المؤتمر “أدعو الجهات التشريعية والتنفيذية والقضائية ذاتها إلى العمل الجاد على مكافحة الانحرافات والأجندات التي تستهدف الطبيعة والفطرة البشرية وكيان الأسرة القائم على الحياة الزوجية الشرعية بين الرجل والمرأة في سياق الترويج والتسويق الدخيل لـ(مفاهيم الشذوذ الجنسي) في دولنا وإفهام الجهات الدولية والأممية بعدم انسجام هذه المسارات المتبناة من قبلهم مع قوانين وأعراف بلداننا الإسلامية وعدم الرضوخ لأي ضغوطات في هذا الاتجاه”.
ومن جانبه قال رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد إنه في مثل هذه المناسبة، ونحن نستذكر الدور الشجاع الذي نهضت به السيدة زينب بنت الإمام علي عليهما السلام، فإننا نحيي صاحبة الذكرى، ونستلهم منها شجاعة المرأة وقدرتها العظيمة على التماسك والثبات على شرف الموقف حتى في أصعب الظروف وأشدها قسوة، مشيرا إلى إيمانه بالنجاح في هذه المهمة النبيلة هو نجاح للرجل وللمرأة، ونجاح لتماسك الأسرة، كما هو بالتالي نجاح للمجتمع بشكل عام للحفاظ على القيم الإنسانية، الدينية والحضارية، القائمة على أساس التكافؤ وحفظ الحقوق وتعزيز كرامة الإنسان.
وأكد على العمل من أجل تشريعات تصون الحقوق وتمنع العنف ضد المرأة والتي هي مقدمة مهمة تنضج بتفعيل القانون وبسيادته لتكون الدولة عبر مؤسساتها المختلفة مسؤولة عن حماية الكرامة الإنسانية والانتهاء من العنف كوسيلة لا حضارية بل متوحشة، وهو عنف تزداد وحشيته كلما أستهدف الكائن البشري الأكثر رقةً كالمرأة والطفل.
أما رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني فقد استحضر في كلمته بالمناسبة
حادثة كربلاء والمعاني العظيمة التي تجسدت فيها، مستذكراً شخصية السيدة زينب بنت علي (عليهما السلام)، والموقف البطولي الذي سجلته في رحلة مسيرة الأسر إلى الشام، مؤكدا
على أنها مناسبة مهمة لأنها معنية بالدفاع عن المرأة وقضاياها وهو أمر تدعمه الشرائع والقوانين والغايات النبيلة، مستذكرا في كلمته حملة الـ 16 يوما التي أطقلها لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يتخذ أشكالاً متعددةً تتعلق بالتعنيف الجسدي والنفسي والروحي من خلال قسرها وحرمانها من حقها في التعليم، أو منعها من امتلاك زمام القيادة في المناصب الإدارية، أو جعلها فريسة للفقر والحاجة.
ولفت السوداني إلى أنه ليس ضد كل القوانين أو الاتفاقيات التي تعمل على تمكين المرأة، بل هم يسجلوا ملاحظاتهم على الذي يتعارض مع الاتجاهات والمسارات القيمة ،مشدد على أن دعم المرأة ورفع الحيف عنها كان من بين أهم أولويات برنامجنا الحكومي الذي تمخض لاحقاً عن جملة قرارات وتوجيهات تخص المرأة.
وفي المقابل أشار رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي خلال المؤتمر الـ15 بمناسبة اليوم الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة إلى أنه من دواعي الاطمئنان أن ظاهرة العنف ضد المرأة تُعدُّ ممارسةً مُستنكَرةً ومشينةً، ينظر إليها مجتمعُنا بازدراء ورفض، وأن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام أسهمت في فضح ممارسات العنف ضد المرأة وتعرية الفاعلين، مؤكدا إدراك التحديات والمشاكل التي تواجهها المرأة في ظل الظروف الراهنة.
ونوه الحلبوسي في كلمته إلى أن القوى السياسية والمجتمعية والدينية والثقافية في العراق تتحمل مسؤولية الاتحاد في مواجهة هذه الظاهرة، لتقديم الدعم والمساندة للحكومة؛ كي تتخذَ إجراءاتها القوية لإنفاذ القوانين المتعلقة بحقوق المرأة على أرض الواقع، بل والعمل على صياغة القوانين والتعديلات اللازمة لتمكينها من أداء واجباتها الوطنية.، مؤكدا استعداد مجلس النواب لإقرار التشريعات والتعديلات المتعلقة بحقوق المرأة، حين تصبُّ في هذا الهدف وتحقق المصلحة العامة للفرد والمجتمع.