الكاتب..عمار العزاوي
لاشكَ إنَّ نظام التّعليم من أهمّ الأنظمة التي تحرصُ كُل دولةٍ على وضع خُططٍ تتناسب مع احتياجات المجتمع لتخريج أجيال ترتقي بمجتمعها نحو التقدُّم العلمي والاقتصادي ، وهذا النّظام له أهدافٌ وخططٌ ينبغي تحقيقها ، وهو في الوقتِ نفسهِ نظامٌ مرنٌ أي قابلٌ للتعديل عند وجودِ حاجةٍ لذلك ، فالمناهجُ التعليميّة تتغيّر وفقَ بعضِ التطوّرات الحاصلة على الإطار العام للنظام التعليمي وطُرقِ التربية الحديثة ، ولعلّ للتكنولوجيا والثورة العلميّة الحاصلة أثرٌ كبيرٌ في تغيير بعض المناهجِ الدراسية ، اما النظام الصحي فهو الذي يكون من كل الأفعال التي تهدفُ بصورةٍ أساسية إلى تعزيز الصحة أو استردادها أو الحفاظ عليها ، من مستشفياتٍ ومراكزَ صحية متطورةٍ واطباء وكوادر ويتضمنٌ ذلك الجهودَ التي تهدفُ إلى التأثير على مُحدِدات الصحة بالإضافة إلى النشاطات المباشرة الساعية إلى تحسين الصحة، ويتأثر النظام التعليمي كما هو بالنظام الصحي بعواملَ عديدةٍ اهمها وجامعها زالعامل السكاني والعامل الثقافي والعامل الاقتصادي والعامل الجغرافي واهمها العامل السياسي خصوصاً وان العالمَ اليوم يشهدُ الثورة الصناعية الرابعة والتي تتميزُ بالتطور التكنولوجي غير المسبوق خصوصاً في مجالِ الرعاية الصحية والتطور الطبي وهذا التطور التكنولوجي سينعكسُ بالإيجاب على المنظومة الصحية التي يجبُ ان نواكبها ونكون قريبين منها ، لان هذا التطور يندرجُ على ثلاث مرتكزات اساسيةٍ محورها الأول التطور التكنولوجي في الصناعة، والثاني التطورُ الحاصل في المؤسسات الصحية من مستشفيات ووحدات الرعاية الصحية الأولية ، و الثالثُ التطور في قطاع الجامعات والمؤسسات التعليمية ، فعلينا ان نواكبها و نضع خططٍ خمسية او عشرية لذلك ،حتى لا نكونَ في اخر الركب ونعيد الالق وزهوَ الماضي بأيدينا وأيدي الاجيال اللاحقة وتقع المسؤولية على الجامعات والمؤسسات التعليمية لمواكبةِ التطور التكنولوجي ، حيث إنها غيرُ مطورةَ بشكل كافٍ لمواكبة التقدم الحاصل في التكنولوجيا ويلزم على الجامعات العملُ على سدِ هذه الفجوة وأن تعمل على تطوير المناهج الطبية لإعداد وتدريب أطباء المستقبل لمساعدتهم على مواجهةِ التحديات التي ستواجههم أثناء ممارستهم للمهنة في المستقبل وتوفير الاجهزة الحديثة والمتطورة ، كما اشرتُ سابقاً وهو الاساس في التقدم والتطور فالثورةُ العلمية في التعليم والصحة ستنعكسُ على مجتمعنا وبصورةٍ حقيقية وواقعيةٍ ونحن لدينا كل المقوماتِ النجاح والمضيّ للامام.
نقلا عن صحيفةالزمان