محمد البغدادي
ما تزال لحظات سقوط الموصل حاضرة في ضمير العراقيين، ولا يزال يوم 10 حزيران 2014 يحمل بقايا وجع وجرح لم يندمل.
في ذلك اليوم سرحت الخيالات الخبيثة لتلك العصابات بعيدا، ظنا منهم بأن كل شيء انتهى وأنهم تمكنوا من النيل من أرض الحضارات والانبياء، وأنهم قادرون على انشاء دولة الوهم والخرافة خاصة بعد أن تمكنت تلك العصابة من الدخول لعدد من المحافظات والمدن.
وعلى الرغم من شدة وقع ما حدث من انتكاسة سيطر فيها الإرهاب على عدة مدن، والتقارير الدولية التي توقعت بقاء هذه العصابات لعقود من الزمن، الا أن العراقيين أثبتوا أنهم ابناء حضارة اعتادت على مجاراة الغزاة وترويعهم، وبرهنوا أن هذه الارض لن تسمح لهم بالبقاء مهما كلفت التضحيات.
اليوم، وفي الذكرى الـ11 لدخول عصابات داعش للموصل تستذكر ( المسرى ) تلك الأيام العصيبة والتي حولها العراقيون من نكسة الى بداية لتوحيد جهودهم ورص صفوفهم لحماية وطنهم ورد الأذى عنه.
وكانت عملية تحرير الموصل تثير مخاوف المجتمع الدولي ومخاوف المراقبين السياسيين والعسكريين والكل راهن على فشل عملية التحرير في توقيت محدد بسبب وجود اكثر من خمسة ملايين مدني في المدينة اضافة الى سيطرة التنظيم الكاملة على الموصل، وبالتالي فإن عملية التحرير في تقديراتهم ستستغرق اكثر من خمس سنوات وستخلف خسائر بشرية اكثر من الخسائر التي سقطت في الحرب العالمية الثانية، لكن اصرار ابطال القوات الامنية وخاصة جهاز مكافحة الارهاب الذين أسندت اليهم مهمة تحرير الأحياء السكنية في الموصل كسرت جميع الحسابات والتوقعات.
يقول المحلل السياسي احسان الشمري ، إن “أسباب انتكاسة الموصل جاءت بسبب سوء الادارة من جانب والفساد المستشري من جانب اخر، وتحويل هذه الانتكاسة الى نصر تمثل بإعادة الثقة بالمؤسسة الأمنية العراقية وتنظيم المتطوعين ودعمهم للمؤسسة الامنية العراقية، الى جانب ذلك فإن الشعب العراقي واجه تحديا كبيرا بتنظيمات داعش الارهابية وجميع المكونات استشعرت الخطر، لذلك فإن الجميع تكاتف من اجل مواجهة خطر داعش الارهابي مما أدى الى تحقيق تقدم كبير وبالاضافة الى معالجة اسباب هذه الانتكاسة والاستثمار في السياسة الخارجية وتشكيل تحالف دولي لمكافحة الارهاب”.
من جهته أكد الخبير الأمني أحمد الشريفي ، أنه “حقيقة لا يختلف أحد على أن سقوط الموصل كان يمثل تحديا وتهديدا كبيرا لوحدة العراق وسيادته، وهذا التحدي كان يتعلق بنوعية وطبيعة المعركة مع العدو وإمكانية استدراج القطعات الى حرب المدن وبالحقيقة كانت الظروف غير مؤاتية ولكن بفضل الله وتضافر الجهود تحقق نصر كبير إختزل به الزمن وتحقق النصر ليس بإرادة المؤسسة الأمنية فقط بل بموقف جماهيري وشعبي داعم بقوة”.
وأضاف، أن “العمليات العسكرية إرتكزت الى قتال مؤسسات مسنود بتعبئة شعبية وهذه قليلا ما تحصل في دول العالم عندما تتعرض لمثل هكذا تهديدات لا سيما وأنها كانت حربا قاسية ومؤلمة شاركت بها المؤسسة الامنية والعسكرية بدعم وتعبئة شعبية أدت الى تضافر الجهود لتحقيق نصر فالنصر كان وطنيا بامتياز نصرا للعراقيين جميعا”.
وأضاف، أن “التجربة التي مرت ليست بالسهلة بدليل أنها باتت نموذجا يدرس بارقى الأكاديميات العسكرية في العالم ومن قبل دول كبرى عملاقة لها جيوش فاعلة ومؤثرة ولها تأثير فاعل ومؤثر في الامم المتحدة، فالنصر كان كبيرا وبارادة وطنية”.
سقوط الموصل في عام 2014 أدى إلى تداعيات كبيرة، بما في ذلك كارثة إنسانية مع مقتل وجرح عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من مليون شخص، وتدمير البنية التحتية.
وخاض العراق، بدعم من التحالف الدولي، معارك عنيفة لاستعادة السيطرة على الموصل بدءاً من أكتوبر/ تشرين الأول 2016، استمرت لنحو 10 أشهر، لتنتهي بطرد عصابات “داعش” في يوليو/ تموز 2017، مخلّفة عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين.
وبلغت كلفة الدمار، وفقاً لوزارة التخطيط العراقية، أكثر من 88 مليار دولار، كان نصيب الموصل منها كبيراً، بعد تدمير أكثر من 56 ألف منزل، وتسجيل أسماء 11 ألف مفقود.
الاتحاد الوطني الكردستاني أول العائدين الى الموصل
وبحضور جمهور غفير من أهالي الموصل، عاد الاتحاد الوطني الكردستاني يوم الأحد 2022/7/31، الى مدينة الموصل، كأول حزب كردستاني وعراقي يعود لمركز المدينة ، وفتح مقره بقضاء شيخان.
الاتحاد الوطني الكردستاني أول حزب يعود الى مقره القديم في حي التأميم بمركز المدينة. والعودة جاءت بهمة الاتحاد الوطني الكردستاني وجهود رئيسه بافل جلال طالباني، فيما شاركت جماهير غفيرة بمناسبة اعادة فتح مركز تنظيمات نينوى للاتحاد الوطني الكردستاني. بحضور آراس محمد آغا عضو المجلس القيادي ومسؤول مركز تنظيمات نينوى وجمع غفير من أعضاء وكوادر الحزب في حدود محافظة نينوى، لاعادة افتتاح مركز تنظيمات نينوى للاتحاد الوطني الكردستاني، كأول حزب سياسي كردي وعراقي يعود الى المدينة.
الاتحاد الوطني الكردستاني ومكتب التنظيمات بارك هذه العودة لجميع أعضاء وكوادر الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى، مؤكدا أن الاتحاد الوطني الكردستاني لن يتراجع عن مواقفه فيما يتعلق بمحافظة نينوى كما كان في الماضي وفي عام 2003 عندما دافع عنها وضحى من أجلها وسنستمر في خدمتها وحمايتها، والآن ما هي إلا مرحلة جديدة بالنسبة لنا وسنستمر على منهاج الرئيس مام جلال، وسنسعى الى تطويرها أكثر مع جميع المكونات الأخرى دون أي اختلاف.
الاتحاد الوطني الكردستاني تكريس الإخاء والمحبة والحياة المشتركة بين شعب الموصل
وانطلقت في مدينة الموصل أعمال الملتقى الثاني للاتحاد الوطني الكردستاني 15/02/2025 برعاية مسؤول مكتب سكرتارية الرئيس مام جلال تحت شعار “برؤية جديدة: قوة، تقدم، وخدمة” بهدف إعادة صياغة ومناقشة رؤية جديدة واستعداد الاتحاد الوطني لمرحلة جديدة من الحياة السياسي والحكم في إقليم كوردستان .
ثقل ومكانة
مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى آراس محمد آغا مسؤول أشار للمسرى إلى أنه “تم عقد الملتقى الثاني للاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق، حيث للاتحاد الوطني الكردستاني في هذه المدينة مكانة وثقل كبيرين منذ عام 203 ولغاية اليوم “، مبينا أنه “بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها المدينة في السابق لم تكن نشاطات الاتحاد الوطني الكردستاني في المدينة بالمستوى المطلوب، ولكن بعد استقرار الأوضاع فيها وسيرها نحو الأفضل لن يدخر الاتحاد الوطني جهدا في خدمة هذه المدينة “، معربا عن أمله بان يكون هذا الملتقى جامعا لكل التوجهات والآراء والمشاركة فيها وإغنائها بأفكارهم وطروحاتهم سواء أكانوا أعضاء في الاتحاد الوطني أم من باقي الأطياف والمواطنين .
مشاركة كل الأطياف
وأضاف “ولا بد هنا من الإشارة إلى أن كل مكونات المدينة شاركوا في مستهل أعمال الملتقى، وعلى رأسهم محافظ نينوى عبد القادر الدخيل كرئيس للوحدة الإدارية في المحافظة ، بالإضافة إلى مشاركة عدد كبير من شيوخ وعشائر المدينة ومن كل القوميات والطوائف والأديان والقوات الامنية في الملتقى”، مؤكدا مضيهم على نهج الرئيس الراحل مام جلال، ومشاركة هذا العدد الكبير من كل القوميات والمذاهب في الملتقى هو دليل على أن الطريق الذي يسير عليه الرئيس بافل طالباني والقيادة السياسية للاتحاد الوطني الكردستاني هو نفس نهج الرئيس الراحل جلال طالباني “.
مدينة عريقة
ومن جانبه أوضح رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في مجلس محافظة نينوى محمد الكاكائي للمسرى أن” سبب اختيار الاتحاد الوطني الكردستاني مدينة الموصل لإنطلاق أعمال ملتقاه الثاني، يعود للإرث الغني الذي تمتلكه مدينة الموصل وكذلك تأريخه الفكري والديني العريق، بالإضافة إلى ثقله السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي لتكون الموصل مكملة لمخرجات ملتقاه الاول”، لافتا إلى أن” المشاركة الواسعة من كل الأطياف والتوجهات في الملتقى يأتي من أجل إغناء الاتحاد الوطني للخروج برؤى وافكار تخدم جميع أبناء المحافظة وتكون نقاطا اسياسية لبرنامج الحزب“.
منجزات ما بعد التحرير .. مزيد من الخدمات وتحقيق الاستقرار